ذكر مصدر بمفتشية البيطرة وحتى من مصالح مديرية الفلاحة في غليزان، بأنه تمّ، مساء أول أمس، اكتشاف أول بؤرة لمرض الحمى القلاعية بدوار الجبابرة، على مستوى مستثمرة فلاحية ببلدية زمورة. تمّ الإعلان عن حالة ”الطوارئ” وتنقلت الفرقة الطبية المعنية رفقة المصالح الأمنية، على الفور، بعد تلقيها بلاغا بشكوك حول إصابة 44 رأسا من البقر بمرض الحمى القلاعية، وعقبها تمّ اتخاذ الإجراءات بذبح هذه الأبقار بالمذبح البلدي في عاصمة الولاية، فيما تم أخذ عينات من دمها لمعرفة نوع الفيروس. وقال مصدر مسؤول بمفتشية البيطرة إنه تمّ، إلى غاية جوان 2014، تلقيح 35987 رأس من البقر ضد الحمى القلاعية، في حين تم تشكيل خلية أزمة لمتابعة الوضع الراهن الذي ولّد قلقا كبيرا لدى المربين على مستوى بلديات الولاية، كما انتابت المواطنين حالة من الهلع خوفا من انتشار هذا الوباء، بحكم أنّ المنطقة تشتهر بتربية الأبقار والأغنام، وبهذا يكون عدد الولايات المعنية بداء الحمى القلاعية 20 ولاية. من جهتها، حذّرت فيدرالية حماية المستهلك من ارتفاع أسعار لحوم البقر بعد القضاء على الحمى القلاعية استنادا إلى ما يقوم به التجار حاليا، حيث يتحايلون ببيع لحوم لأبقار مريضة على أنها عادية رغم أن سعرها تراجع في المذابح، وهي نفس التحذيرات التي أطلقها اتحاد التجار الذي طالب بالتعجيل في القضاء على هذا المرض قبل اقتراب عيد الأضحى الذي من شأنه التأثير على أسعار الأضاحي وفتح المجال للسماسرة للتلاعب بأسعارها. وأوضح الأمين العام لفيدرالية حماية المستهلك، الدكتور مصطفى زبدي ل”الخبر”، بأن التقارير التي تحصلوا عليها تكشف تراجعا واضحا في أسعار لحوم البقر بشكل واضح، ومع ذلك فإن عددا كبيرا من التجار تحايلوا، حسبه، ببيع لحوم مستخلصة من أبقار مريضة على أنها عادية، والإشكال هنا، يضيف زبدي، ليس في سلامة اللحوم أو عدمها لأنه على المستهلك أن يعلم أن لحوم الأبقار المصابة بالحمى القلاعية لا تشكل خطرا على صحته وإنما ما يثير السخط حسبه - هو جشع التجار، ففي الوقت الذي كان ينبغي أن يستفيد المستهلك من هذا الوضع باقتناء على الأقل لحوم بأسعار معقولة حال تحايلهم دون ذلك. كما حذر المصدر ذاته مما يحدث حاليا في الأسواق الفوضوية التي تبيع هذه اللحوم بأسعار متدنية، وناشد المستهلكين عدم الانسياق وراء أسعارها ليس خوفا من المرض مثل ما تم التأكيد عليه سابقا، وإنما لأن كمية مهمة من هذه اللحوم هي لأبقار جيفة. من جهة أخرى، نبه ممثل فيدرالية حماية المستهلك إلى أنهم يتوقعون ارتفاعا واسعا في أسعار لحوم البقر بعد القضاء على المرض، حيث يسعى الموالون والتجار على حد سواء لتعويض الخسارة التي لحقت بهم بعد اكتشاف المرض، داعيا وزارة الفلاحة إلى أخذ تدابيرها والاستعداد لأي طارئ والتنسيق مع وزارة التجارة لمواجهة أي محاولة لإلهاب سعر لحم البقر.