أرفع يدي المشلولة علني أستطيع أن أكتب شيئا مفيدا، علني أستطيع أن أوقظ ضميري وضمائر الأمة التي مازال فيها شيء من الدم العربي الإسلامي الحي. ها هي فلسطين اليوم والعالم العربي يعيشان أسوأ مراحل تاريخهما، يمزقان ويفتتان إلى مجرد عصيبات متصارعة متقاتلة أمام مرأى وسكوت جميع أفراد وجماعات ودول “سكوت.. إسرائيل تذبح”، فماذا بقي إلا البكاء والنحيب ولطم الخدود أم الوقوف والصمود والتحدي أمام عدو لا يعرف إلا لغة الدمار والخراب وقتل النساء والشيوخ والأطفال وتدمير البيوت على رؤوس الأبرياء، بلا رحمة ولا شفقة ولا احترام للدول والشعوب. فبنو صهيون اليوم بعد سبعين سنة أصبحوا أصحاب حق وشرعية وقانون. فمن يتكلم؟ وعن من تدافع؟ أتدافع وتتكلم عن “حماس” و”حماس” هذه “حركة إرهابية” وجب القضاء عليها وعلى الشعب الذي تحت سلطتها؟ ما أسهل إيجاد الذرائع والأسباب لإبادة الشعوب ومحوها من الخرائط، إنه الدهاء والمكر والحيلة عند بني صهيون المتطرفين العنصريين الحاقدين.. إنهم يضربون في العلن وأمام الملأ ولا أحد يتجرأ على النطق أنه التحالف الصهيوني الأمريكي الغربي، فأين هم العرب والمسلمون؟ إنهم غارقون نعم غارقون في وحل ربيعهم العربي.. إنهم يقدرون على هدم الدولة ولكنهم يعجزون عن إعادة بنائها وهيكلتها بسرعة لأنهم مجردون من الوعاء الفكري فلا العروبة ولا القومية ولا البعثية ولا المؤسسات الأمنية ولا المؤسسات الأمنية ولا الأفكار الدينية قادرة على بعث دول جديدة أو دولة عربية إسلامية بمفهوم الدولة الصحيح. إنه زمن الهوان ما بعده الهوان. دول الخليج العربي أصبحت محميات أمريكية. العراق وسوريا ستصبحان دول طوائف وقبائل المغرب العربي على شفا حفرة من السقوط في المستنقع الليبي والجزائر منشغلة بحراسة حدودها الملتهبة.. إنه التأهب في أقصى حدوده، فلسطين تحت النار، والعالم العربي يعيش حالة غليان.. إنه في مرحلة إعادة التشكل، فهل ستنفلت أدوات التغيير من بين أيدينا فنعود إلى الاستعمار الجديد من جديد وتضيع فلسطين من بين أيدينا بعدما كانت قضية مركزية. لكن صلاح الدين الأيوبي مازال حيا في نفوسنا، فلا خوف على القدس وعلى فلسطين التي ستعود إلينا بعد حين مادامت هناك في فلسطين وفي غزة مقاومة لا تستسلم ولا تركع، فما علينا إلا أخذ هذه الشعلة حتى لا تنطفئ، فمن دافع عن وطنه وأهله ليس إرهابيا. بيننا وبين فلسطين ميثاق غليظ، لقد تجسد ذلك خلال جميع المراحل التي عاشتها الجزائر شعبا وحكومة. ففي حرب 1948 تطوع الكثير من الجزائريين واستشهدوا خلالها. وعقب الاستقلال تدعم هذا النضال بمواقف سياسية صلبة وموحدة وكانت التضحيات في حربي 67 و73 كبيرة وجسيمة، حيث استشهد خيرة مجاهدينا وجنودنا وكان شعارنا دائما “نحن مع فلسطين ظالمة أو مظلومة” لذلك لن نفرط في القدس أرض الأنبياء جميعا ومسرى رسول الله محمد عليه الصلاة والسلام. فمتى تبرأ هذه اليد العربية المشلولة؟