لم يظهر أي أثر للجامعات أو المعاهد الجزائرية في التنصيف العالمي الأكثر مصداقية الذي تنشره جامعة شنغهاي كل سنة، رغم أنه شمل 500 جامعة عبر العالم. ولم تحافظ الجزائر حتّى على ذيل الترتيب، مثلما كانت عليه في تصنيفات عالمية مشابهة. يظهر إقصاء التنصيف العالمي لجامعات العالم ل«شنغهاي” منصفا لمؤسساتنا الجامعية لسنة 2014، رغم أنه لن يعجب المسؤولين على قطاع التعليم العالي، لأن هذا التنصيف يعتمد في منح النقاط إلى الجامعات بناء على أداء الأبحاث الجامعية، خصوصا منها العلمية، دون مراعاة نوعية التعليم. ويركز التنصيف العالمي على إحصاء الحائزين على جائزتي “نوبل” و«فيلدز” في أوساط الأساتذة الجامعيين بنسبة 20 في المائة من النقطة الإجمالية الممنوحة، والحائزين على الشهادات القديمة بنسبة 10 في المائة من حيث عدد المنشورات في السنة الماضية (يعني التي تسبق تاريخ التنصيف)، في المجلتين العلميتين “طبيعة” و«علوم” بنسبة 20 في المائة، واقتباس هذه المنشورات بنسبة 20 في المائة، وكذا استنادا إلى الباحثين المحققين بأداء أكاديمي رفيع على فترة خمس سنوات بنسبة 20 في المائة، وعدد الأساتذة الباحثين بنسبة 10 في المائة. وتصدّرت الجامعات الأمريكية والفرنسية والبريطانية، وأخرى أسيوية، قائمة الترتيب من إجمالي 500 جامعة ومعهدا عبر العالم شملها التنصيف العالمي لسنة 2014 “شنغهاي”، فيما حضر اسم دولة عربية وحيدة، وهي السعودية، بجامعتين فقط. ورغم أن التنصيف يبنى على مقاييس علمية من حيث الأبحاث العلمية، وعددها وقيمتها وكذا عدد الأساتذة الباحثين، وهي معقولة، بحكم أن الجامعة مهمتها الأولى إنتاج المعرفة، إلا أن وزير التعليم العالي محمد مباركي خالف هذه “المسلمات” في حواره الأخير مع “الخبر” بتاريخ 15 جويلية الماضي. وقال الوزير “نحن لا ندافع عن الجامعة الجزائرية من أجل الدفاع فقط، وإنما المنطلق عندنا هو المقاييس المتبعة في ذلك، كما أنه عندما يتعلق بمنظمات دولية وإفريقية تتوفر الجامعة على مكانة محترمة، تبقى فقط هناك تصنيفات دولية لا تبني على الإنتاج العلمي فحسب، بل تشترط أمورا أخرى كضرورة حصول الجامعة على جائزة نوبل وغيرها من المقاييس”. والغريب أن الوزير برر التصنيفات الدولية بمنطق غريب، عندما كشف في الحوار ذاته “كما أن هناك تصنيفات مجحفة بحقنا، فكيف يعقل أن تصنف دول إفريقية وحتى شقيقة قبلنا، وهي التي ترسل أنجب طلبتها للدراسة بالجامعات الجزائرية، فهذا تناقض كبير ودليل على أن التصنيفات المنجزة لا تخضع لعوامل موضوعية”، مضيفا: “ومع ذلك، فنحن نسعى جاهدين لإبراز مكتسبات الجامعات الوطنية”.