أقصى التصنيف العالمي شنغهاي الجامعة الجزائرية من ترتيب 2012، حيث تصدرت الجامعات الأمريكية القائمة مع تسجيل التحاق معاهد إسرائيلية، كما صنفت جامعة سعودية بالإضافة إلى جامعة واحدة من جنوب إفريقيا، ضمن القائمة التي ضمت 500 جامعة عالمية، وهو ما دفع المجلس الوطني لأساتذة التعليم العالي إلى دعوة السلطات المعنية إلى فتح نقاش وطني حول مستقبل الجامعة الجزائرية. وأصدرت جامعة شنغهاي الصينية تقريرها الجديد أول أمس ''توب ''500، حيث تصدرت الجامعات الأمريكية المراتب الأربعة الأولى ''هارفارد ووستانفورد وماساشوستس وكاليفورنيا''، تلتها جامعة كامبريدج البريطانية في المرتبة الثانية، لتعود الجامعات الأمريكية مرة أخرى في المرتبة الثالثة. وجاءت جامعة جنوب باريس ''باريس ''6 في المرتبة 37 عالميا وسجل تصنيف الجامعات الإسرائيلية هذه المرة من خلال الجامعة العبرية في إسرائيل، التي جاءت في المرتبة ال53 عالميا، فيما حلت جامعة طوكيو اليابانية في المرتبة ال20 وكيوتو في المرتبة 26، تليها جامعة تورونتو الكندية في المرتبة .27 عربيا، حلت جمعة الملك فهد السعودية بين المرتبة 200 إلى 300 عالميا، رفقة جامعة كاب تاون الجنوب إفريقية أيضا في نفس المرتبة، كما احتلت جامعتا الملك عبد العزيز والملك فهد للبترول المرتبة بين 300 إلى 400 عالميا. تصنيف شنغهاي 2012 أقصى الجامعات الجزائرية من القائمة التي لم يعثر فيها على أي جامعة أو معهد، وفي هذا الإطار أكد عبد المالك رحماني، رئيس المجلس الوطني لأساتذة التعليم العالي، في اتصال مع ''الخبر''، أن الجامعة الجزائرية لاتزال فتية وعمرها لا يتعدى ال50 سنة، كما أنها تعاني منذ 14 سنة من قضية اكتظاظ الطلبة ونقص التأطير لأن إستراتيجية الدولة هي دمقرطة التعليم العالي، ما يعني أنها لاتزال في مرحلة البناء ولا يمكن أن نطلب من الجامعة الجزائرية أن تخرج مرشحي جائزة نوبل التي هي معيار تصنيف شنغهاي. ودعا المتحدث السلطات العمومية إلى مراجعة إستراتيجية الجامعة، من خلال الخروج من سياسة الدمقرطة واختيار إستراتيجية النخبة، كون الجامعة الجزائرية صارت غير قادرة على أن تكون في مصاف الجامعات العالمية. ودعا المجلس الوطني لأساتذة التعليم العالي الحكومة والبرلمان بغرفتيه والأحزاب السياسية، إلى فتح نقاش وطني حول مستقبل الجامعة الجزائرية وأي مستقبل ينتظرها، مؤكدا أن هذه الهيئة لا يمكنها أن تلعب دور امتصاص كل الناجحين في البكالوريا، وفي نفس الوقت يطلب منها تكوين إطارات ومنافسة جامعات دولية. وقال عبد المالك رحماني إن تراكمات مشاكل الجامعة الجزائرية منذ الإصلاحات في ثمانينيات القرن الماضي، تستوجب الآن تغيير إستراتيجية المنظومة التربوية والتعليم العالي وتقييم التمهين لأن الجامعة لا يمكنها أن تلعب دور امتصاص كل الناجحين في البكالوريا وفي نفس الوقت نطلب منها تكوين إطارات ومنافسة جامعات دولية. يذكر أن تصنيف شنغهاي يعتمد أساسا على البحث في العلوم الدقيقة ويأخذ بعين الاعتبار أيضا عدد جوائز نوبل التي حصل عليها الطلبة السابقون في الجامعات، بالإضافة إلى المقالات المنشورة في المجلات الأنغلوساكسونية.