اتهمت سوريا اليوم الأحد الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند بالإصرار على شن "حملة تضليل مسعورة" ضدها ما جعل من بلاده "شريكا في سفك الدم السوري". ونقلت وكالة الأنباء السورية (سانا) عن مصدر رسمي مسؤول في وزارة الخارجية قوله إن "الجمهورية العربية السورية تدين إصرار الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند على المضي في حملة التضليل المسعورة التي دأبت عليها الحكومة الفرنسية منذ بداية الأزمة الراهنة في سوريا الأمر الذي جعل من بلاده شريكا أساسيا ومباشرا في سفك الدم السوري ولاسيما أن أولاند نفسه كان قد اعترف قبل أيام قليلة بتزويد التنظيمات الإرهابية في سوريا بالأسلحة". وأضاف "لقد أعرب الرأي العام الفرنسي عن إدانته لسياسات الرئيس هولاند التي جعلت منه الرئيس الأقل شعبية في تاريخ الجمهورية الخامسة الأمر الذي يجعل منه آخر من يحق له تنصيب نفسه مدافعا عن قيم العدالة وحقوق الإنسان وحرصه على السلم والأمن الدوليين". وقال الرئيس الفرنسي في تصريحات خلال زيارة إلى جزيرة لاريونيون الفرنسية في 22 أغسطس الجاري "إن فرنسا سلمت قبل أشهر أسلحة إلى مقاتلي المعارضة السورية" التي تصفها السلطات السورية بأنها "مجموعات إرهابية مسلحة". كما استبعد هولاند أي تعاون مع نظيره السوري بشار الأسد للتصدي لتهديدات مسلحي تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا والعراق الذي يسيطر على أجزاء واسعة في البلدين. وجاءت تصريحات الرئيس الفرنسي بعدما أعربت الحكومة السورية الإثنين الماضي عن استعدادها للتعاون مع المجتمع الدولي في التصدي للمقاتلين الإسلاميين. وجدد المصدر اليوم التأكيد على استعداد سوريا للتعاون في مكافحة الإرهاب قائلا "إن سوريا أعلنت استعدادها للتعاون مع كل الجهود الدولية والإقليمية لمكافحة الإرهاب باعتباره يمثل تهديدا للاستقرار والسلم الإقليمي والدولي".وشدد على "أن الدول التي وفرت كل أشكال الدعم للتنظيمات الإرهابية المسلحة مدعوة اليوم إلى إجراء مراجعة للنهج الذي سارت عليه لكي تبرهن على صدقيتها وجديتها في مكافحة الإرهاب". وتتهم دمشق دولا عربية وغربية بدعم "المجموعات الإرهابية المسلحة" في أراضيها منذ بدء الاضطرابات في سوريا في منتصف مارس 2011 والتي تحولت بعد أشهر إلى نزاع دموي.