أفاد مولود حمروش، رئيس الحكومة سابقا، بأنه “يعارض السلطة من أجل التغيير ولا يعارض الدولة كمؤسسات للكيان الجزائري”. وانتقد، في اختتام الجامعة الصيفية لجبهة العدالة والتنمية، أمس، بالطارف، “تغييب دولة القانون والرقابة على المسؤولين ومساءلتهم”. قال حمروش إنه “معارض للسلطة والنظام القائم وليس معارضا للدولة”، وأن مسعاه يهدف إلى “الانتقال الديمقراطي لتغيير النظام”، وحذر من “استمرار الانسداد داخل وخارج السلطة والذي قد يؤدي إلى أسلوب التغيير الذي تتجنبه المعارضة السلمية أو تتهم به وهو الانفجار الاجتماعي الذي يعقد الوضع العام ويجر البلاد إلى كوارث إضافية”. وانتقد حمروش “طغيان السلطة السياسية رئيسا وحكومة ووزراء، وتغييب دولة القانون والرقابة على المسؤولين ومساءلتهم”، وأكد أنه “يعارض السلطة من أجل التغيير ولا يعارض الدولة كمؤسسات للكيان الجزائري”. وفي معرض حديثه عن الانتقال الديمقراطي، رأى رئيس الحكومة السابق أنه “ينطلق من تأهيل وإعادة الاعتبار للدولة وتحرير أدواتها من طغيان السلطة السياسية رئيسا وحكومة ووزراء”. وعن دور الجيش في مرحلة الانتقال الديمقراطي، قال حمروش، في محاضرة عنونها “الانتقال الديمقراطي”، إنه “أساسي يؤثر ويتأثر بالساحة السياسية، ويجب أن يكون مرافقا للانتقال الديمقراطي ويضمن التزاماته وتعهداته وديمومة الدولة”، معرجا على ما يجري في العراق وسوريا وليبيا ك”نتيجة حتمية لطغيان الأنظمة وانسداد السلطة وانهيار جيوشها وعدم التحكم في مجرى حروبها الأهلية الدائرة لانفلات التحكم في المسؤولية الوطنية”. وعرج حمروش، الذي تفاعل معه الحضور بالأسئلة والمداخلات، على “مسار المراحل التاريخية للجزائر”، متوقفا عند أهم المحطات التي “ضاعت مفاهيمها التاريخية بين الحماية والاستعمار والاستسلام والمهادنة”، مستنتجا بأن “العيب يكمن في تمكين السلطة الفاسدة والقوى الاستعمارية من مصير المجتمع والأمة دون التضحية بالتغيير نحو البناء السليم للدولة”. وقد اختتمت، مساء أول أمس، الجامعة الصيفية لجبهة العدالة والتنمية التي دامت أشغالها 3 أيام في الطارف، وهذا بعقد دورة عادية لمجلس الشورى ترأسها عبد الله جاب الله، وقد تناول جدول أعمالها القضايا النظامية للحزب وتقييم مساهمته في النشاطات السياسية لقطب التغيير من أجل الانتقال الديمقراطي. ونوه البيان الختامي للجامعة الصيفية بمشاركة الرؤساء الثلاثة السابقين للحكومة مولود حمروش، علي بن فليس وأحمد بن بيتور، إلى جانب شخصيات فاعلة في الساحة السياسية وإطارات الحزب، وهي التي ساهمت في أشغال الجماعة الصيفية بأفكار وتصورات متقاربة في سياق مسعى المعارضة لتحقيق الانتقال الديمقراطي.