قالت الوزيرة المنتدبة لدى وزير الخارجية والتعاون، مباركة بوعيدة، أول أمس، إن الجزائر تعد “طرفا مباشرا” فيما أسمته بالصراع في “الصحراء المغربية”، وذكرت مباركة بوعيدة أنه يجب عليها، أي الجزائر، “التورط” في البحث لإيجاد حل لهذه المشكلة. وأشارت الوزيرة المغربية، في حوار مع وكالة الأنباء الإسبانية، على هامش مشاركتها في مدريد في المؤتمر الوزاري حول الاستقرار والتنمية في ليبيا، أن “هناك طرفا مباشرا في هذا الصراع، وهي الجزائر التي يجب عليها الاعتراف بذلك و«التورط” من أجل البحث عن حل لهذه المشكلة”. وتكشف تصريحات الوزيرة المغربية عن حالة من التخبط يعيشها نظام المخزن، إذ في الوقت الذي تتفاوض فيه الرباط مع جبهة البوليساريو منذ عدة سنوات، عبر مفاوضات غير مباشرة برعاية المبعوث الأممي للأمين العام للأمم المتحدة، تريد بوعيدة إقحام الجزائر كطرف في هذا الصراع الذي حددت الهيئة الأممية طرفيه في المغرب والبوليساريو، بينما توجد الجزائر مثل موريتانيا كبلد ملاحظ. وأكدت الوزير المغربية أن خطة الحكم الذاتي المقترحة من قبل المغرب، والذي وصف ب«المقترح الجدي وذي مصداقية” من قبل المجتمع الدولي، يمثل برأيها “الحل الأمثل” لحل هذا النزاع. من جهة أخرى، اعتبرت المتحدثة أن الدورة الحالية للجمعية العامة للأمم المتحدة، المنعقدة حاليا في نيويورك، هي “فرصة” لشرح السياسة المغربية في إفريقيا وتعزيز دور المملكة ك«أرضية إقليمية” إفريقيا، وأيضا للحديث عن “قضية الصحراء”. وأفادت الوزيرة أن المغرب يعمل جاهدا في الميدان لتحسين نوعية حياة الناس وتطوير المحافظات الجنوبية، وفي ذلك محاولة لتبييض صورة المغرب إزاء انتقادات المنظمات الحقوقية الدولية التي تتهم الرباط بالتعدي على حقوق المواطنين الصحراويين والمساس بحقوق الإنسان. كما أشارت مباركة بوعيدة إلى أن المملكة تعمل أيضا لتنفيذ الجهوية المتقدمة وخطة الحكم الذاتي، وهو المشروع الذي ترفضه جبهة البوليساريو التي ترافع من أجل تمكين الشعب الصحراوي من حقه في تقرير المصير والاستقلال. ونفت مباركة بوعيدة وجود “خلاف” بين المغرب والمبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة، كريستوفر روس وبعثة المينورسو، وزعمت أن المملكة تشارك في مسار التسوية السياسة لمجلس الأمن. وحسب قولها، فإن المغرب يتعاون مع منظمة الأممالمتحدة من أجل إيجاد حل توافقي بين الطرفين، وهي تصريحات استباقية لما سوف يكون عليه تقرير المبعوث الأممي كرستوفر روس، الذي سيحمل انتقادات من دون شك ضد المملكة بسبب عدم تعاونها مع الهيئة الأممية وخرقها للمواثيق الدولية.