أكد رئيس المجموعة الدولية للأزمات، جون ماري غيهينو، أمس، بالجزائر العاصمة، أهمية التوصل إلى حل سياسي للأزمة في ليبيا من أجل الحفاظ على الوحدة الترابية لهذا البلد واسترجاع السلم في المنطقة. معتبرا التزام الجزائر بتسوية سلمية للأزمة الليبية “هاما للغاية” لضمان الاستقرار في هذا البلد، ومن ثمة في كل المنطقة. وأكد السيد غيهينو، في تصريح للصحافة عقب لقائه مع الوزير المنتدب المكلف بالشؤون المغاربية والإفريقية، عبد القادر مساهل: “إننا مقتنعون بأهمية التوصل إلى حل سياسي للحفاظ على الوحدة الترابية لليبيا”. وأضاف في هذا الصدد، حسب وكالة الأنباء الجزائرية، “إن الأزمة التي تمر بها ليبيا لها انعكاسات سلبية على كامل المنطقة. فمن الضروري التخفيف من التوترات واسترجاع الأمن والسلم تدريجيا”. وأشار المسؤول إلى أن الوضع في ليبيا “معقد” ويتطلب معالجة “دقيقة”. للإشارة، فإن المجموعة الدولية للأزمات، هي منظمة غير حكومية، غير ربحية، متعددة الجنسيات، تتمثل مهمتها في تسوية النزاعات والوقاية منها بفضل تحليل ميداني للوضع وتوصيات مستقلة. من جانب آخر، وفي محاضرة نشطها أمس، أكد رئيس المجموعة الدولية الخاصة بالأزمات، أن مشاكل الفضاءات التي لا تخضع لسيطرة الحكومات هي ظواهر تتغذى من هشاشة الدول وتهدد النظام الدولي. وأوضح السيد غيهينو، في ندوة حول موضوع “مشاكل الفضاءات التي لا تخضع لسيطرة الحكومات ودور السلطات الإقليمية والمجتمع الدولي في مواجهتها”، أن “الفضاءات التي لا تخضع لسيطرة الحكومات أو لا تسير بشكل جيد هي ذات أهمية استراتيجية”، كما “تعد محل اهتمام من قبل المجتمع الدولي كاملا”. ومن بين هذه الفضاءات، ذكر مناطق بالقارة الإفريقية مثل “المحور شرق - غرب” الذي يمتد من الصومال إلى موريتانيا و”المحور شمال - جنوب” من السودان إلى غاية كونغو. وقال إنه “لا يمكن تجاهل المناطق التي لا تخضع نسبيا لمراقبة الدول، كما يشكل تزايد هذه الفضاءات مشكلا بالنسبة للنظام الدولي القائم على سيادة الدول التي تعد أول خط للدفاع”، وفي حالة انهيار هذا الأخير فإن “كل النظام العالمي سينهار بدوره”. واعتبر المحاضر أن تزايد هذه الفضاءات راجع إلى هشاشة الدول و”تراجع شرعية” الأنظمة التي لا ينبغي أن تقوم فقط على الانتخابات وإنما على عقد اجتماعي. ومن بين المشاكل الناجمة عن هذه الفضاءات، الإرهاب الذي “أصبح إجابة مغرضة” للبعض أمام الصعوبات التي تواجهها الدول، وكذا أزمة الشرعية لا سيما في أوروبا. وأضاف أن “استعمال الإسلام أكثر من خلفية أيديولوجية يدفع بالإرهابيين إلى استغلال النزاعات المحلية” والسقوط في الجريمة وتهريب المخدرات لتطوير نشاطاتهم. ومن أجل مكافحة هذا التهديد العابر للأوطان، أوصى جان ماري غيهينو بمقاربة سياسية تقوم على الحوار دون التخلي عن الخيار الأمني الذي ينبغي أن يكون إجابة ملائمة.