"كنت أتمنى رؤية ڤديورة وبونجاح وبودبوز ضمن القائمة" "حرام تضييع كأس أمم إفريقيا في ظل المعطيات المتوفرة حاليا" يتحدث القائد السابق للمنتخب الوطني شريف الوزاني سي الطاهر، ل«الخبر"، عن حظوظ "الخضر" في نهائيات كأس أمم إفريقيا وشروط التتويج بها، خاصة أنه كان وراء حصد اللقب الأول والأخير لمنتخبنا الوطني سنة 1990. كما تحدث عن أمور أخرى تخص "الخضر" كالقائمة التي وجه لها غوركوف الدعوة وغير ذلك. في البداية، هل لك أن تتحدث عن المجموعة التي وقع فيها “الخضر”؟ في الحقيقة هذه المجموعة تعتبر قوية وهي تضم أحسن المنتخبات الإفريقية، فقرعة كأس أمم إفريقيا لم ترحمنا عندما أوقعتنا مع منتخبات عريقة على غرار غاناوالسنغال وحتى جنوب إفريقيا التي بدأت تسترجع قوتها في السنوات الأخيرة بعد أن تراجعت مؤخرا، كما أن منتخب غانا معروف على الساحة الإفريقية والعالمية، وهو الذي اعتاد على الذهاب بعيدا في المنافسات القارية، ويتأهل في كل مرة لنهائيات كأس العالم، في حين إن السنغال عاد بقوة ويضم لاعبين ممتازين. هل ترى أن “الخضر” قادرون على التأهل إلى الدور الثاني؟ ولمَ لا، فنحن كذلك نضمّ تشكيلة قوية قادرة على رفع التحدي والإطاحة بالمنتخبات القوية من عيار غاناوالسنغالوجنوب إفريقيا، حيث إننا نعتبر أحسن منتخب في إفريقيا في الوقت الراهن، ونحن قادرون على تحقيق التأهل إلى الدور الثاني، ولكن بشروط يجب مراعاتها للوصول إلى تحقيق الأهداف المرجوة. ما هي هذه الأهداف؟ من الواجب على العناصر الوطنية أن تدخل غمار المنافسة الإفريقية بكل قوة وأن لا تترك فرصة لعامل المفاجأة، خاصة أن الجميع يرشحنا للتأهل إلى الدور القادم في ظل المستوى الذي قدمه زملاء اللاعب براهيمي في كأس العالم بالبرازيل وفي تصفيات كأس إفريقيا. كما أنه من الواجب تحقيق الفوز في أول مباراة عندما نواجه منتخب جنوب إفريقيا، فمفتاح التأهل هو حصد النقاط الثلاث في أول ظهور لكتيبة المدرب غوركوف لكسب الثقة اللازمة. يتحدثون عن حصد اللقب الإفريقي الثاني، فهل ترى أن التشكيلة الحالية قادرة على ذلك؟ بالفعل، فنحن نملك كل المقومات التي تسمح لنا بالتتويج باللقب الإفريقي الثاني، من لاعبين ممتازين ومدرب كفء واتحادية في المستوى تضع اللاعبين في أحسن الظروف وتوفر لهم كل الشروط اللازمة للتألق في مثل هذه المناسبات. ويمكنني القول إنه حرام على التشكيلة الحالية حرمان أنصار المنتخب الوطني من التاج الإفريقي الثاني، خاصة أنهم يعلقون آمالا كبيرا على التعداد الحالي. بما أنك توجت بهذا اللقب سنة 1990، ما هي مفاتيح التتويج به مرة أخرى، حسب رأيك؟ من الواجب على أشبال المدرب غوركوف التضحية فوق أرضية الميدان خلال اللقاءات الرسمية واللعب بحرارة كبيرة طيلة التسعين دقيقة في كل مباراة يلعبونها، سواء في الدور الأول أو في الأدوار المتقدمة إذا كتب لنا التأهل لها، حيث إنه من بين شروط الذهاب بعيدا في كأس إفريقيا ضرورة التحلي بالإرادة والعزيمة، كما أن هناك أمرا آخر مهما. ما هو؟ تفضّل.. سنة 1990 لم نكن نملك منتخبا قويا ولا لاعبين كبار، عدا ماجر ومغارية ومناد ربما، لكننا كنا نملك روح المجموعة التي ساعدتنا كثيرا في التتويج بكأس أمم إفريقيا رغم صعوبة المهمة في تلك الفترة، حيث عرف المدرب السابق عبد الحميد كرمالي رحمه اللّه رفقة مساعديه كيف يخلقون الجو المناسب للتتويج باللقب الأول في تاريخ الكرة الجزائرية، لدى من الواجب على التعداد الحالي أن تكون فيه روح المجموعة لتحدي كل الصعاب خاصة وأننا سنلعب في أدغال إفريقيا. بماذا تعلّق على القائمة التي استدعاها الناخب الوطني؟ في الحقيقة المدرب الوطني حر في اختياراته، وهو المسؤول الأول والأخير عن التعداد، إلا أني تمنيت رؤية بعض اللاعبين في هذه القائمة، على غرار المهاجم بونجاح الذي يقدّم مستوى مقبولا جدا في البطولة التونسية وهو هداف فيها، كما تمنيت رؤية غيلاس وبودبوز ضمن هذه القائمة بالنظر للمستوى الذي ظهرا به. في حين إن لاعبا مثل بلفوضيل كان من الأجدر عدم توجيه الدعوة له لأنه لم يسجل منذ مدة طويلة. وماذا عن توجيه الدعوة للاعب قاسحي مكان عبيد؟ لم أفهم هذا الخيار لأنه يوجد لاعب أحسن من هذين اللاعبين، ويتعلق الأمر بعدلان ڤديورة الذي كنت أتمنى أن يكون ضمن التعداد الذي سيشارك في كأس أمم إفريقيا بالنظر للخبرة التي يتمتع بها والقوة البدنية التي يملكها، حيث كان بإمكانه تقديم الإضافة اللازمة ل«الخضر”، خاصة أنه يمتاز بالقذفات القوية. ولم أفهم سبب توجيه الدعوة للاعب قاسحي الذي ينقصه الانسجام مع المنتخب الوطني. لقد تأثر بونجاح كثيرا بعدم استدعائه، ماذا يمكن القول في هذه النقطة؟ لا.. عليه ألا يتأثر، لأنه مازال لاعبا شابا شأنه شأن بودبوز وحتى غيلاس، وهو قادر على العودة بقوة ومن الباب الواسع في المنتخب الوطني، شرط أن يواصل العمل بجدية كبيرة ويواصل على المنوال نفسه، فهو يملك مؤهلات كبيرة وهو قادر على تقديم الإضافة ل«الخضر” في المواعيد المقبلة. وأنا أعتقد أن الناخب الوطني لم يمنح له الفرصة كاملة للكشف عن إمكاناته الفنية، وسيأتي الوقت لذلك. ما هي النصيحة التي توجهها لأشبال غوركوف؟ أطلب منهم التحلي بروح المسؤولية واللعب بحرارة كبيرة، فمشكلة الجزائريين عندما لا يتحلون بذلك، أما إذا لعبوا بالإرادة نفسها التي لعبوا بها في كأس العالم في البرازيل فإنه لا يوجد أي منتخب قادر على إيقاف “الخضر”، خاصة أننا نملك جيلا ذهبيا يضم لاعبين ممتازين ينشطون في أحسن المنتخبات الأوروبية، على غرار براهيمي وفغولي وسليماني. ونحن نتمنى لهم كل التوفيق، ولمَ لا يعودون بالكأس الإفريقية الثانية ويكرروا الإنجاز الذي حققناه منذ أكثر من 24 سنة.