حقيقة يبدو أن مصالح رئاسة الجمهورية أصبحت تعبث بما تبقى من سمعة الرئيس لدى الرأي العام. بالأمس قالوا لنا أن الرئيس أوفد المدير العام للأمن الهامل إلى عين صالح لمحاورة المحتجين.. وأن المرسول كلفه المحتجون بنقل رسالتهم للرئيس.ǃ واليوم يقول لنا هؤلاء الذين يتحدثون باسم الرئيس في الرئاسة وفي غير الرئاسة أن الرئيس كلف والي تمنراست بإبلاغ المحتجين على الغاز الصخري برد رئاسة الجمهورية والرئيس شخصيا على مطالب المحتجين. لكن هذا الرد الرئاسي الذي حمله إلى المحتجين والي تمنراست كان مجرد إعادة لما قاله سلال في التلفزة منذ أيام.ǃ هل سلال هو الذي نقل عن الرئيس أم الرئيس والرئاسة هي التي نقلت عن سلال؟ǃ عباقرة السياسة في الرئاسة يعرفون أن المحتجين ردوا على ما قاله سلال في التلفزة بمظاهرة حاشدة رفضوا فيها اقتراحات سلال؟ǃ فلماذا تقوم الرئاسة باستنساخ ما قاله سلال وإرساله عبر الوالي إلى المحتجين؟ǃ هل القصد هو المساس بسمعة الرئيس وتصويره على أنه لا يعرف شيئا وأن السلال هو الصح، وهو الكل في الكل؟ǃ أم أن الأمر فيه سوء تنسيق بين الحكومة والرئاسة وليس فيه سوء تسابق؟ǃ إذا نظرنا إلى هذه الثنائية البائسة في معالجة قضية عين صالح في سياق ما يقوله سعداني حول استرجاع الأفالان للحكومة من سلال وغيره، ونظرنا إليها في سياق تحرك برلمان الحفافات ضد حكومة سلال، فإننا ندرك أن شيئا ما يحدث بين الرئاسة والحكومة وأصحاب القرار بخصوص ملامح الحكومة القادمة.. وأن قضية عين صالح وقضية الدستور وقضية التعامل مع المعارضة.. كلها قضايا ما تزال تائهة في مثلث التيه (حكومة - رئاسة - جيش). هناك خبر أوردته قناة أذنها في فم جماعة الرئيس ومر هكذا دون تأمل: وقال الخبر: إن الرئيس بوتفليقة استقبل الفريقين: ڤايد صالح وتوفيق، في سياق المشاورات حول الدستور..ǃ أي والله، الرئيس لا يستقبل المعارضة ولا يستقبل الشخصيات السياسية لدراسة موضوع الدستور ويستقبل القادة العسكريين ليتدارس معهم الدستور وتعديله. وهذا في منظور مبدأ عدم تدخل الجيش في السياسة؟ǃ ولو قال الذين سربوا هذا الخبر إن الرئيس تشاور مع الفريقين حول تشكيل حكومة جديدة عوض حكومة سلال لكان الكلام قريبا من التصديق.ǃ لكن يظهر أن الرئاسة أصبحت مثل الطفل الصغير لا تحسن الكذب.ǃ بقي أن نقول: إن تحرش نواب البرلمان بحكومة سلال هكذا فجأة هو تحرش موحى به من جماعة الرئيس في الأرندي والآفة لتبرير التغيير الذي يتحدث عنه سعداني منذ مدة.. لكن كل هذا يتم إخراجه بسيناريو (فيلم هندي) يدل على رداءة المخرج ورداءة السيناريو.. وبالتالي رداءة المنتوج القادم.