الرئيس بوتفليقة سيخاطب الشعب الجزائري عبر الحفافات في البرلمان لتمرير الإصلاحات الدستورية التي سيطرحها إلى الاستفتاء.! وحقيقة لا يوجد أفضل من حفافات البرلمان لمخاطبة رأس الشعب الجزائري وإقناعه بمقص الحفافات.! الرئيس الجزائري لم يخاطب الشعب عبر البرلمان طوال 14سنة من الحكم رغم أن الدستور ينص على ذلك.. ولم يفعل ذلك إلا مرة واحدة عندما جمع البرلمان بغرفتيه جمع تكسير ليكسر به حاجز الترشح لعهدة ثالثة.! ويعطي النساء الحفافات حق العضوية في برلمان الأمة بواسطة الكوطة وليس بأصوات المواطنين.! رئيس برلمان الحفافات عقد اجتماعا مطولا مع زعيم حزب الأغلبية بصالونات الحلاقة حسب ما تقول الصحافة.! ومحتوى هذا الاجتماع ليس دراسة كيف تتم مساءلة الحكومة عن أحداث عين أميناس أو كراء الأجواء الجزائرية للطيران الحربي الفرنسي.! لأن هذا ليس من اختصاص برلمان الحفافات، بل ما طرح في هذا الاجتماع، هو دراسة كيف تتم عملية إبعاد رئيس كتلة حزب الحفافات في البرلمان من هذه الكتلة لأسباب لها علاقة بهوشة برلمانية تشبه الهوشة الحزبية الجارية في حزب الآفة.! حتى قاسة عيسى عضو المكتب السياسي قال: إنه لا توجد ضرورة (من وجهة نظر الحزب صاحب الأغلبية في البرلمان) لفتح نقاش في البرلمان حول حرب مالي واستعمال الأجواء الجزائرية أو كرائها لفرنسا. وإذا رأت المعارضة فتح نقاش في الموضوع فهو حقها.! ومعنى هذا حسب عضو المكتب السياسي والإعلامي الأفلاني، أن حزب الحفافات لا يرى ضرورة لمناقشة هكذا مسائل في برلمان الحفافات.! برلمان الحفافات رتبت فيه النيابة للمصادقة فقط على تعديل الدستور.! أما مراقبة الحكومة فهي ليست من اختصاصه.! وعلى أية حال فالرئيس بوتفليقة على حق، فمخاطبة الشعب الجزائري عن طريق الحفافات أفضل بكثير من مخاطبته للشعب في رأسه بالهراوات.! لإقناعه بضرورة التصويت على إصلاحات دستورية تاريخية تدعم بسط حكم الحفافات وتمطيط العهدات؟! نعم البرلمان شبه ميت.. ولكن الساحر السياسي ''المحنك'' يمكن أن يخرج لنا دستورا حيا من الميت.! فالعبقرية السياسية هي أن تمرر الجوهري بواسطة الشكلي المقبول.! وهل هناك أجمل من مقص الحفافات لتفصيل دستور على مقاس ما هو قادم .. إنني تعبان.!