السلطة لم تعد تستحي بأفعالها المخلة بالحياء السياسي. ! فقد أعلنت أنها أنهت المشاورات مع نفسها ومع الأحزاب التي صنعتها لتتحاور معها... تماما مثل عجول اليهود التي صنعت من التمر وتحولت إلى آلة ثم اكتلت من طرف الصياد ! حوار سلطة المناكد مع أحزاب العار تميزت بفضائح تصلح لأن تكون مادة لمسلسلات فكاهية في رمضان! أحد هؤلاء الذين تحاور معهم أويحيى حول تعديل الدستور اقترح دعم الفساد في الدستور من خلال دسترة عدم الأخذ بعين الاعتبار الرسائل المجهولة التي تبلغ عن المفسدين ! واقترح أيضا عدم متابعة المسيرين في أخطاء التسيير ! نوع آخر ممن سيحررون دستورنا القادم مع الحفافات في البرلمان تحت إشراف الرداءة في السلطة اشترط على من يرافقه من أعضاء حزبه إلى الرئاسة أن يدفع ثمن الشرف للاجتماع بأويحيى في الرئاسة ويتصور في الرئاسة... وتحولت العملية إلى بيع في المزاد للمشاركة في الحوار تماما مثلما بيعت رؤوس القوائم في الانتخابات؟! وبعضهم اختار حتى من يظهر معه في التلفزة ويدفع ثمن ظهوره. ! حتى قنوات العار الإعلامي الخاصة راح بعض صحافيينا إلى مساومة هؤلاء القرقوز على عرض صورهم بالرئاسة بصورة لائقة مقابل الدفع. ! أحد الحزيبات التي قاطعت هذا الحوار الدستوري قال لي: أنه قاطع الحوار مع السلطة لأنها أقصته من شرف أن يكون أرنبا رئاسيا في الرئاسيات الماضية وأعطت هذا الشرف لمن تريد؟! وهكذا أصبحت حالة السياسة والدستور والانتخابات في بلادنا؟! والمضحك أن السلطة اعتبرت مثل هذا الحوار البائس من الأعمال الجدية واعتبرت اجتماع المعارضة في زرالدة باللاحدث. ! وأن ما تقوم به السلطة من مهازل الحوار هو الحدث ! الأكبر أو الأصغر لسنا ندري؟ والحقيقة أن ما قامت به المعارضة في تنسيقية الحوار الديمقراطي هو الذي يجعل السلطة تبحث عن هؤلاء الڤرڤوز لتتحاور معهم على طريقة المسيرات العفوية في حكاية العقد الوطني في روما.ǃ والواقع يقول: إن المعارضة هذه المرة نجحت لأنها على الأقل أجبرت السلطة على أن تفكر في فتح الحوار حتى ولو بطريقة مضحكة.ǃ الآن السلطة ستغير الدستور الذي أنجزته وهي في حالة شبه وعي في 1996 بآخر تنجزه وهي في حالة اللاوعي شبه التام، وتتحاور بشأنه مع أشباه السياسيين.ǃ كيف تتصورون محتوى دستور ينجزه وكلاء الرئيس في الرئاسة ويخيطونه وفق حالته الصحية؟ǃ فيه السلطة التنفيذية ممزقة.. جزء منها عند الجيش وجزء عند المال الفاسد عبر الحكومة، وجزء ثالث عند الأجانب والبقية الباقية مقسمة بين برلمان الحفافات ومجموعات الضغط والمصالحǃ هل يعقل أن الرئيس يفوض صلاحياته الدستورية غيره بهذه الطريقة الكاريكاتورية؟ǃ ولا يبقى له من الصلاحيات سوى الترحم على الأموات في العالية واستقبال من يعيده كمريض ويقدم ذلك للرأي العام على أنه نشاط رئاسي؟ǃ في جو كهذا لماذا “نزعف” حين يتدخل في شؤوننا الكروية أمير قطر عبر مدير شركته العاملة في الهاتف النقال بالجزائر.ǃ لو كان وزير الشبيبة والرياضة يحمل صفة 1 ٪ من سلطة وكفاءة وصفة الوزير لما استدعى مدير أوريدو ليسأله عما فعله.. بل كان عليه أن يبلغه بأنه شخصية غير مرغوب فيها في الجزائر؟ǃ لكن مثل هذه القرارات تتخذها الدول التي رؤساؤها يجلسون على كراسي الحكم وليس على الكراسي المتحركة؟ǃ والسياسة والإعلام يمارسان بإشهار شركة قطر.ǃ المصيبة أن المعارضة يواجهها حكم بهذه الرداءة والهزال وقلة الحياء، ومع ذلك لم تستطع هذه المعارضة فعل شيء له قيمة سياسية مؤثرة.