رحب علماء أزهريون بالبيان الاستنكاري الذي أصدره الأزهر الشريف، عقب مقتل الطيار الأردني الأسير، معاذ الكساسبة، حرقا، على يد تنظيم داعش، ودعوته إلى قتل وصلب وتقطيع أيدي وأرجل إرهابيي التنظيم، وطالبوا بإنشاء محاكم شرعية ودعوا المجتمع الإسلامي إلى التصدي لهذا التنظيم الإرهابي وتنفيذ شرع الله فيهم، وحمّلوا الأزهر الشريف مسؤولية تصحيح وتغيير الخطاب الديني. قال الدكتور عوض إسماعيل عبدالله، وكيل كلية الدراسات الإسلامية بجامعة الأزهر، إن الدين والإسلام من ”داعش” براء، وإن أفعالهم لا يقرّها عقل ولا منطق ولا شرع، وإن الإسلام دين سمح تنادي آياته وسنة رسوله بالعمل الطيب، حتى مع الحيوانات فما بالك بالبشر، مشددا على ضرورة تغيير الخطاب الديني، مرحبا ببيان الأزهر الشريف، وداعيا إلى قتل وصلب وتقطيع أيدي وأرجل إرهابيي تنظيم ”داعش”. وأضاف، في تصريح خص به ”الخبر”، ”ما رأيناه شيء أدمع القلب والعين، وطريقة قتل المواطن الأردني بشعة ندينها ونرفضها بشدة، ولا يقرّها دين ولا منطق ولا شرع، وهي طريقة قاسية تقشعر لها الأبدان ولا تقبلها نفس بشرية على الإطلاق، ناهيك عن أننا منتمون إلى الدين الحنيف السمح، وعليه يجب أن ينفذ فيهم شرع الله تعالى وجزاء الذين يسعون في الأرض فسادا، وحق عليهم أن يطبق شرع الله”. وحمّل عبد الله الأزهر الشريف مسؤولية تصحيح وتغيير الخطاب الديني، وأضاف: ”الأزهر يحمل على عاتقه هذا الهم، هم الأمة كلها والله يعين الأزهر ورجاله على ذلك، نحن نستشعر المسؤولية وسنصل بالأمة إلى بر الأمان، ونحن نعلم بأن العقبات كثيرة والمعوقات واضحة لكل ذي عينين، والأزهر الشريف ماض في مهمته منذ أكثر من 10 قرون، هذا الفهم والوعي والوسطية والتعايش السلمي مع الإنسان مسلما كان أو غير مسلم، هكذا نادى الإسلام، وننشد تجديد الخطاب الديني، ونرجو أن يجد هذا الخطاب الآذان الصاغية”. من جانبه، يقول الدكتور مسموع أبو طالب، أستاذ التفسير وعلوم القرآن بجامعة الأزهر، ل”الخبر”، ”الواقع والحقيقة أن هذا التعدي والعدوان الأليم على ما حدث لهذا الشاب الأردني المسلم أو لغيره من أي جنسية أخرى من جنس الإنسان، فإنه يدل دلالة واضحة على سوء عقيدة هؤلاء المجرمين الذين يزعمون بدعاوى ساقطة لا أساس لها من الصحة، بأنهم بهذا العمل يتقربون من الله تعالى، ذلك أن العقيدة الصحيحة إنما تهدي دائما إلى صالح العمل، فأي معنى وراء هذا العمل الأثيم يمكن أن يقول فيه لبصر أو بصيرة إنه يرضي الله تعالى. قتل النفس البشرية مطلقا يعد جريمة من الجرائم التي لا توجد في شرع الله، وجميع الشرائع الإسلامية ترشد دائما إلى الحب والود والوئام، وبهذا الحب والود تكون الحقيقة الحقة لله وما جاء به، أما هذا الذي نراه ونشاهده، وبخاصة هذه الجريمة الشنعاء التي رأيناها من حرق هذا الإنسان المسلم، يدل دلالة واضحة على سوء العقيدة لدى هؤلاء، ولدى كل من ينتمي إلى هذا المسلك البغيض الذي ينأى عن كل الأعراف الدينية والدنيوية السديدة، وما أحوجنا إلى الفقه الصحيح لشرع الله ودينه حتى تسلم السلوكيات والتصرفات من هذه الهمجية الوحشية التي نراها على أيدي هؤلاء، وأقول لهم عودوا إلى الصواب عقيدة وسلوكا، لأن مثل هذه الأفعال تخلق مزيدا من البغضاء والشحناء بين الناس، والإنسان بريء كل البراءة ممن يوقع الشقاق والنزاع بين الناس، فضلا عن العدوان عليهم بالقتل والتنكيل الذي نراه يظهر على أيدي هؤلاء”. ولفت أبوطالب إلى أهمية تشكيل محاكم شرعية لتنفيذ أحكام في هؤلاء وأمثالهم، مشيرا إلى أن المجتمع الإسلامي يحتاج إلى وقفة دينية واضحة المسلك، وأن يبتعد عن الكلام وإطلاق الدعوات فقط، وأن يتصدى لداعش.