اشترك الجزائريون في شبكة التواصل الاجتماعي هذا الأسبوع، في أربعة مواضيع، وراح كل واحد منهم يدلو بدلوه. ولم يشذ هؤلاء عن القاعدة، فكان إقصاء "الخضر" على يد منتخب "فيلة" كوت ديفوار، من الدور ربع النهائي من كأس أمم إفريقيا، أبرز المواضيع تعليقا وتحليلا، تلاه مهزلة التحكيم الإفريقي الذي أقصى الأشقاء التونسيين، أمام البلد النظّم، ثم راح الفايسبوكيون يكتبون ويأملون ترقية مدنهم إلى ولايات، فيما زادت التعبئة ضد استغلال الغاز الصخري. لم يتأخر عشاق “الخضرا” من رواد الفايسبوك في تقديم “التعزية” للناخب الوطني، كريستيان غوركوف، وكانت هذه المرّة مزدوجة. الأولى تخص تعزية التقني الفرنسي في وفاة والدته، وهو الذي أصر على البقاء إلى جانب رفقاء ياسين براهيمي قبل لقائهم المصيري الأول أمام منتخب أسود التيرينغا، السينغال، ثم مقابلة منتخب كوت ديفوار في إطار الدور ربع النهائي لكأس أمم إفريقيا. إن كان الجزائريون استحسنوا وعبروا عن عظيم تقديرهم للناخب الوطني جراء هذا “الموقف الاحترافي والمهني والبطولي والرجولي”، مثلما جاء في تعاليق الفايسبوكيين، إلا أنهم أصروا على تقديم واجب “التعزية”، في إقصاء منتخبنا الوطني من الكأس وخروجه في هذا الدور، وهم الذين كانوا يمنّون النفس ويحلمون بمعانقة التاج الإفريقي الغائب عن خزائن “الخضر” منذ ربع قرن. وكالعادة، راح الجزائريون “يلبسون” ثوب التقني المتخصص في عالم الكرة المستديرة، وراحوا ينتقدون الناخب الوطني، مع أنهم التمسوا له ألف عذر، كما يقال، من ذلك أنه “نية” ولا يعرف الكثير عن أجواء القارة السمراء، وكذلك “الأخطاء” التي وقع فيها، كاعتماده المطلق على براهيمي وفيغولي، رغم أن نجمي المنتخب لم يظهرا الكثير مما كان ينتظره ملايين الجزائريين، بل وحتى التقنيون في القارة العجوز، وفي إفريقيا. قبل أن يكتبوا أن “الثعلب” هيرفي رونار، عرف عقلية اللاعب الجزائري، وضرب خناقا على النجم براهيمي، أخرجه من لقاء كوت ديفوار من حيث لا يدري. ويكاد يكون الجزائريون لأول مرة رياضيون، بأتم معنى الكلمة، حيث تمنوا حظا موفقا لرفقاء عيسى “البلاندي” (ماندي) في باقي مشوار المقابلات المؤهلة لمونديال روسيا وكأس أمم إفريقيا المقبلة.
تعاطف مع تونس وحياتو محل سخط كان رواد الفايسبوك الجزائريون أكثر “نشاطا” على موقع التواصل الاجتماعي، من خلال تعاليقهم التي تعاطفوا فيها مع منتخب تونس الشقيقة الذي “ذبحه” حكم مباراة نسور قرطاج ومنتخب غينيا الاستوائية، البلد المنظم، حيث كانت قرارات الحكم الموريسي كلها تصب في خانة دعم تأهل منتخب البلد الذي أنقذ رأس رئيس “الكاف” عيسى حياتو من فضيحة تنظيم “كان 2015”، بعدما قرر المغرب انسحابه من تنظيم العرس الإفريقي، فصفّر الحكم ضربة جزاء خيالية كانت قاتلة للتوانسة الذي غادروا دور ربع النهائي، وكتب الجزائريون بالبنط العريض “حياتو.. ارحل”.
التقسيم الإداري.. يقسّم الجزائريين وأثار مشروع التقسيم الإداري، الذي خلص إليه الاجتماع الوزاري المصغّر، الذي ترأسه الرئيس بوتفليقة الأسبوع الماضي، تعاليق آلاف الفايسبوكيين، وإذا كان عدد من هؤلاء راح يبارك ترقية مدينته إلى ولاية منتدبة، راح آخرون ينددون بالإجراءات الترقيعية التي غالبا ما تلجأ إليها الحكومة عندما تكون في مأزق..
الغاز الصخري.. الجنوب “يشتعل” وفي خضم الحديث عن الأحداث التي طغت على الساحة الوطنية في عالم الشبكة العنكبوتية هذا الأسبوع، ظل رواد الفايسبوك من حماة البيئة ينددون باستغلال الغاز الصخري في الجنوب، وفي الشمال أيضا، خاصة بعد الموضوع الذي تناولته “الخبر”، والمتعلق باستغلال هذه الطاقة البديلة في ولاية معسكر، وبقي معارضو استغلال الغاز الصخري على أهبة الاستعداد والإبقاء على الحركة الاحتجاجية الرافضة لهذا المشروع، رغم أن الحكومة حاولت طمأنة سكان عين صالح وباقي مناطق الجنوب بكونه ليس ضارا.