انتقل إلى رحمة الله الشيخ محمد الأكحل شرفاء صباح اليوم الأحد بالجزائر العاصمة عن عمر يناهز ال90 عاما, حسبما علم من جمعية العلماء المسلمين الجزائريين. و سيكون بإمكان أصدقائه و محبيه و تلامذته إلقاء النظرة الأخيرة على جثمان الفقيد غدا الإثنين بمقر الجمعية (حسين داي) من الساعة 10 ونصف صباحا إلى غاية منتصف النهار لينقل جثمانه بعد ذلك إلى مسجد مالك بن نبي بحي مالكي (بن عكنون) للصلاة عليه بعد صلاة الظهر ومن ثم يوارى التراب بمقبرة بن عكنون. و يعتبر المرحوم شرفاء احد أعمدة جمعية العلماء المسلمين الجزائريين الذين نذروا حياتهم لخدمة دينهم ووطنهم وشعبهم ولغتهم . ولد الفقيد في قرية اغيل علي من بني شبانة دائرة بني ورتيلان (ولاية سطيف) في 18 فبراير 1925 وحفظ القرآن وهو ابن 13 سنة. وقد بدأ مشواره في التحصيل العلمي في مدرسة التربية والتعليم بباتنة التي كان يديرها الشيخ محمد الحسن فضلاء. وفي سنة 1947 -1948 سافر إلى تونس فأنضم ال جامع الزيتونة وواصل دراسته فيه حرا دون قيد ونشر عدة مقالات في جريدتي "البصائر" و"أسبوع التونسية" وغيرهما. وبعد عودته إلى الجزائر سنة 1949عين مديرا بمدرسة ايفيل النصر باقبو ثم مديرا لمدرسة التهذيب بالبرج ثم نقل إلى مدرسة الإحسان بالقليعة سنة 1955. و بعد الإستقلال, اشتغل الفقيد-- الذي رزق بخمسة أبناء و14 حفيدا-- في حقل التعليم حيث شغل كأستاذ بعدة ثانويات حتى عام 1973 ثم انتدب إلى وزارة الشؤون الدينية مفتشا عاما إلى غاية سنة 1986 و هي السنة التي أحيل فيها على التقاعد. وقام الراحل شرفاء في مسيرة حياته بعديد من الانجازات حيث قدم عشرات الأحاديث الدينية المتلفزة وشارك في تقديم العديد من المحاضرات خلال الملتقيات داخل الوطن وخارجه. و من أهم ما طبع مساره الدعوي دروسه الدينية في الحرمين الشريفين في مواسم الحج باسم البعثة الجزائرية و كذا مشاركته باستمرار في ملتقيات الفكر الإسلامي.