850 ناشر و500 ألف كتاب في المعرض 533 ناشر من مصر وحدها والدول العربية كلها شاركت باستثناء قطر تنتشر أيضا داخل أروقة المعرض مطاعم الوجبات السريعة المحببة، وأماكن للموسيقى والعروض المسرحية وغيرها من الأنشطة الثقافية والترفيهية. هذه المعطيات جعلت الإقبال اليومي على المعرض يصل إلى 200 ألف زائر، وهذا يعني أن المعرض سيسجل في نهايته زيارة 3 مليون زائر، وتقام داخل الأروقة 500 ندوة شهدت شخصيات أدبية ثقيلة، مثل أدونيس ويوسف القعيد وإبراهيم عبد المجيد. ووصل عدد الدول المشاركة إلى 26 دولة، منها 19 دولة عربية و7 دول أجنبية، ووصل عدد الناشرين إلى 850 ناشر، من بينهم 50 ناشرا أجنبيا، و250 ناشر عربي، و550 ناشر مصري، و100 كشك لسور الأزبكية، إضافة إلى السودان وجنوب السودان وإثيوبيا التي تشارك لأول مرة في المعرض، بينما غابت ولة قطر عن الدورة، وأكدت مصادر ”الخبر” أن الدوحة لم تخاطب إدارة المعرض ولم تتقدم للمشاركة، وذلك بسبب تدهور العلاقات الثنائية بين البلدين. المصريون يتحدون الإرهاب ومستلزمات الأطفال تتصدر المبيعات من يسمع أخبار مصر بعد إعلانها الحرب على الإرهاب والتفجيرات شبه اليومية هنا وهناك، يعتقد أن الحياة متوقفة في هذا البلد، غير أن الدورة 46 لفعاليات معرض القاهرة الدولي للكتاب التي تقام تحت شعار ”الثقافة والتجديد”، والتي اختارت الإمام محمد عبده رائد الدعوة إلى الوسطية الدينية شخصية المعرض، تكشف الوجه الآخر لمصر وشعبها، وحبهم للحياة والفرح، وكسر رتابة أيامهم التي باتت مثقلة بالهموم وملطخة بدماء أبنائهم، فكان التحدي بأن يكسروا حاجز الخوف ويتوجهوا إلى معرض الكتاب حتى تبقى مصر بخير، وهذا ما قاله الحاج محمد مرتديا عباءته الصعيدية وحاملا مجموعة من الكتب التي تتناول ثورات الربيع العربي، والأحداث التي صاحبتها في تونس ومصر وليبيا وسوريا، كان يتحدث إلينا بحسرة كبيرة ممزوجة بنبرة صوت كلها شجن وحزن على وضع المنطقة التي باتت حسبه كالقنبلة تنفجر في وجه أبنائها. اللافت للانتباه في المعرض الاهتمام الكبير بالطفل، ورشات للرسم بالألوان، ومحكى يشارك فيه الأدباء من كتاب أدب الطفل، وعرض مجموعة من الأفلام والمسرحيات، وشهد مخيم الأطفال إقبالا منقطع النظير، غنوا ورقصوا مع دمى شخصيات كارتونية، من بينها ”بان تان”، ”سوبرمان”، ”باتمان”. وتصدرت مستلزمات الأطفال من قصص وألعاب ومجلات مبيعات المعرض، فتجد طوابير من الزوار أمام الأجنحة المخصصة للأطفال، لا تضاهيها سوى الطوابير أمام محلات الأكل المنتشرة بالمكان. وبين أطراف وفي وسط المعرض، تجد مجموعات من الأمن المصري المتمركزة، الأمر الذي زاد من ارتياح رواد المعرض وشعورهم بالطمأنينة، كما تم الدفع بعشرات من سيارات الإسعاف، تحسبا لأي حادث. الجزائر تتغيب عن الجناح الرسمي وتشارك ب4 أجنحة استوقفنا في الجولة التي قادت ”الخبر” إلى معرض القاهرة الدولي للكتاب، وعلى غرار السنة الماضية، غياب المشاركة الجزائرية الرسمية عن الجناح الرئيسي للمعرض الذي يخصص للمؤسسات الرسمية لجميع الدول المشاركة، للعرض فقط ومجانا، والمعاملة بالمثل بين الدول، فتوجهنا إلى إدارة المعرض للاستفسار حول غياب أو عدم تخصيص جناح للجزائر بالجناح الرئيسي للسنة الثانية على التوالي، وأكد لنا ممدوح بدوي، مدير عام المعارض بالهيئة العامة للكتاب، أن إدارة المعرض خصصت فعليا مكانا للجزائر في الجناح الرسمي، إلا أنها رفضت، وفضلت المشاركة في جناح آخر مخصص للبيع، وأنها لم تخصص ممثلا لها بالجناح الرئيسي! ومثل الجزائر في الدورة الجديدة لمعرض القاهرة، المؤسسة الوطنية للفنون المطبعية، ابن النديم للنشر والتوزيع، منشورات الاختلاف، والمركز الجزائري للتوثيق. وكشف دحماني يزيد، ممثل المؤسسة الوطنية للفنون المطبعية، أن المؤسسة تشارك بالمعرض بنحو 350 عنوان و11 دار نشر، من بينها: دار الهدى، المؤسسة الوطنية للفنون المطبعية، ميم، جسور، القصة وعالم الأفكار، ولفت إلى أن القارئ العربي والمصري تحديدا أصبح يهتم بالكتاب الجزائري خاصة التاريخي والقانون والدراسات، وكذا الشخصيات التي أثرَت وأثَّرت في التاريخ الجزائري القديم والمعاصر، على غرار العلامة ابن باديس والبشير الإبراهيمي، وقال إن أغلب جمهور الكتاب الجزائري من الطلبة والباحثين والأكاديميين، ووصف دحماني إقبال الزوار على المعرض بالمقبول. ومن بين العناوين التي تشارك بها المؤسسة الوطنية للفنون المطبعية ”كالفرح” كنزة مباركي، ”بوح الوجع” محمد الأمين بن ربيع، ”رحى الأيام” نوار ياسين الحائز على جائزة علي معاشي للمبدعين 2014، ”جسر للبوم وآخر للحنان” لزهور ونيسي، ”رصاصة واحدة لا تكفي” عبد القادر بوضربة، إضافة إلى سلسلة من أعمال الكاتب الكبير الراحل الطاهر وطار والتي زينت رفوف الجناح، على غرار ”اللاز، الهارب، دخان من قلبي، الزلزال، رمانة وعرس بغل”. يرى عبدي عبد الرحمن، مسؤول بمنشورات الاختلاف، أن دورة معرض القاهرة للكتاب هذا العام أفضل نوعا ما مقارنة بالسنة الماضية، وأن عدد الزائرين متوسط، وكشف أن ”اختلاف” تشارك ب300 كتاب، من بينها ”حب في خريف مائل” لسمير قسيمي، ”هذيان” لمحمد جعفر، ”الخطاب الحجاجي” لهاجر متقن و ”الهرمينوطيقا والحجاج.. مقارنة تأويلية بول ريكور” لعمارة الناصر. في حين شاركت ابن النديم للنشر والتوزيع ب101 عنوان متنوع بين روايات ودراسات وكتب تاريخية وقانون. أما المركز الجزائري للتوثيق، فقد شارك ب300 عنوان، من بينها 70 صدرت في 2015، و9 دور نشر، منها: جسور، كنوز الحكمة، الدار الجزائرية وكوكب العلوم. وعلى الرغم من غلاء سعر المتر في المعرض، إلا أن المركز حريص على المشاركة السنوية في هذا العرس الأدبي والثقافي، لتمثيل الجزائر والتعريف بالكتاب الجزائري، يقول حمزة زموري ممثل المركز الجزائري للتوثيق، حيث إن سعر 9 أمتار يساوي 1500 دولار. مليون دولار و ”14 البودي غارد” لتأمين الجناح السعودي بمجرد أن تقف أمام جناح المملكة العربية السعودية، ضيف شرف معرض القاهرة الدولي للكتاب، يلفت انتباهك الكم الهائل لحراس الأمن ورجال الحراسة الشخصية (البودي غارد)، الذين يحيطون بأسوار الجناح ويقفون أمام بواباته، وقد تم تخصيص بوابتين لدخول الزوار، واحدة خاصة بالرجال والثانية للنساء، ويقوم أعوان الأمن بتفتيش ذاتي للزائر الذي انبهر من شكل الجناح وديكوراته الفخمة، فتحول جناح السعودية إلى مزار لالتقاط الصور التذكارية وصور ”سيلفي”، عشرات الشاشات المسطحة وباقات الورد القيمة، ورفوف المكتبات الفخمة التي أضفت على المكان جمالا ورونقا، بطبعات عالية الجودة للكتب المعروضة، مناظر جمالية أبهرت بصيرة رواد الجناح وأنستهم السؤال عن آخر الإصدارات وشراء الكتب إلا قليلا. ولم يكتف القائمون على الجناح السعودي بالأمن الكثير الذي وفرته إدارة المعرض، فاستعانوا ب14 من رجال الحراسة الخاصة العاملين بالسفارة السعودية في القاهرة، وذلك لتوفير حماية أكبر للناشر والعارض السعودي، خاصة في ظل الظروف الأمنية المتأزمة التي تشهدها مصر هذه الأيام، وكشفت مصادر عليمة ل ”الخبر” أنه تم تخصيص مليون دولار أمريكي لتجهيز الجناح الذي يتكون من قاعة ندوات كبرى يديرها نخبة من الأدباء السعوديين، بمشاركة واسعة لنظرائهم العرب، إضافة إلى مركز إعلامي مجهز بأجهزة الحاسب الآلي وصالون ثقافي مفتوح، وأينما تولي وجهك تقابلك صور العاهل السعودي الراحل الملك عبد الله بن عبد العزيز أثناء لقائه بالرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، إضافة إلى صور قليلة للعاهل السعودي الجديد سلمان عبد العزيز. سير الصحابة والتابعين وأيقونات الرواية العربية بأبخس الأثمان.. ولا مشتري ولأن القارئ العربي أصبح يقرأ بعينه أكثر وتجذبه العناوين الصارخة، وينبهر بالطبعات الفخمة والقيمة، ولا يأبه أحيانا كثيرة لغلاء سعر الكتاب لتكلفة الطباعة، أصبحت أيقونات الرواية العربية تباع بأبخس الأثمان وعلى الأرصفة، على غرار ”عودة الروح” لتوفيق الحكيم، ”أولاد حارتنا” لنجيب محفوظ، ”مدينة الملائكة” للدكتور يوسف إدريس، ”أمهات في المنفى” ليوسف جوهر، فضلا عن مجموعة من الكتب لسير الصحابة والتابعين، وغيرها من الكتب تباع على أرصفة المعرض بخمسة جنيهات، أي ما يقارب 75 دج للكتاب الواحد، ورغم ذلك لم تجد من يشتريها لأنها قديمة، وطباعتها غير فخمة وعادية، وأوشكت صفحاتها على الاصفرار. وأخذت الأوضاع السياسية والأمنية الملتهبة التي تعيشها مصر وعدد من الدول العربية نصيب الأسد من الندوات والنقاشات الفكرية التي شهدتها قاعات المعرض، خاصة فيما يتعلق بظاهرة التطرف وآفة الإرهاب التي استشرت في المنطقة، حيث أجمع المحاضرون من أدباء ومفكرين مصريين وعرب على ضرورة الاهتمام بمحاولات الإصلاح الديني التي توقفت في القرن الثامن الهجري، وحذروا من أن الجماعات المتطرفة تفسر الدين على هواها، وتقتحم مجال السياسة لتحقيق أهدافها، ولم تخل هذه النقاشات من الحديث عن التحديات التي تواجهها مصر داخليا وخارجيا للخروج من محنتها، خاصة مع اقتراب موعد الانتخابات البرلمانية والقمة الاقتصادية الدولية التي ستحتضنها مدينة شرم الشيخ شهر مارس الداخل. ضيوف المعرض يجمعون على تميّز الدورة أجمع ضيوف معرض القاهرة الدولي للكتاب الذين تحدثت إليهم ”الخبر”، على أن الدورة الحالية التي سيسدل الستار عنها يوم الخميس المقبل، من أفضل وأهم الدورات التي شهدها المهرجان منذ اندلاع الثورة المصرية، وهو ما أكده عماد الطهاري ممثل الهيئة العامة التونسية للإعلام والثقافة والآثار، قائلا ”لقد لمسنا تحسنا كبيرا على مستوى التنظيم، خاصة فيما يتعلق بتصميم الأجنحة والديكور وفضاء العرض، والإضاءة والرفوف، ونحن حريصون على المشاركة الدورية بالمعرض، وقد لاحظت إقبالا جماهيريا جيدا بالنظر للأحداث التي تشهدها البلاد، خاصة يومي الجمعة والسبت، حيث تصل فيه الطوابير لأكثر من 1 كم، والملاحظ أيضا التكثيف الأمني، وهذا أمر مفهوم وطبيعي في هذه الأثناء، وأثمن الجهود المبذولة لحماية وتأمين المعرض وضيوفه، وأجد المعرض فرصة للتعرف على الثقافات والحضارات الأخرى، وتوطيد أواصر العلاقة بين الدول، والتلاقح الثقافي”. أما علي الصالحين العبيدي ممثل وزارة الثقافة الليبية والممثل البيبلوغرافي لمكتبة الكونغرس الأمريكي، فقال إن مشاركة ليبيا في هذه الدورة جاءت رمزية بسبب الحالة الصعبة التي عليها البلاد، وأضاف ”نشارك رمزيا ببعض المنشورات حتى لا نغيب عن فعاليات هذا المعرض الذي يعد ثاني أكبر محفل ثقافي على مستوى العالم بعد فرانكفورت، ولم نتخوف من هول الأحداث التي تشهدها مصر، وسنظل متماسكين تحت أي ظرف، ونحن نشارك بمعرض القاهرة للكتاب منذ 20 سنة، وهي السنة الأولى التي نلاحظ فيها اهتمام إدارة المعرض بالشكل الجمالي، وهذا شيء جميل، كما أن الإقبال كان في المستوى”.