علمت ''الفجر''، من مصدر مطّلع، أن وزارة الثقافة قامت بمنح المؤسسة الوطنية للفنون المطبعية ''enag''، حق تمثيل الجزائر في مختلف معارض الكتاب الدولية، ساحبة البساط، مرّة أخرى، من تحت أقدام رئاسة النقابة الوطنيّة للناشرين ''سنال''، التي كانت إلى وقت قريب صاحبة عصمة حركيّة الكتاب الجزائري، داخل وخارج البلاد· وبهذا الإجراء الذي فاجأ عدد كبير من الناشرين الجزائريين، الذين اعتادوا المشاركة في مختلف معارض الكتاب الدولية تحت لواء ال''سنال''، تكون وزارة الثقافة قد جددت ثقتها في مؤسسة الفنون المطبعية، التي سبق لها أن خانت الثقة الممنوحة لها من قبل الوزارة، آخرها كانت خلال فعاليات المهرجان الثقافي الإفريقي الثاني الذي احتضنته الجزائر، منتصف السنة الفارطة، حين أوكلت لها مهمة إعادة طبع بعض الكتب في إطار تظاهرة الباناف، لكن القائمين على هذه المؤسسة قاموا بإعادة نسخ بعض الكتب، وتبذير الأموال التي خصصتها الوزارة لهذا المشروع فيما بينهم، حيث كانت ''الفجر'' السباقة في تفجير هذه القضية أمام الرأي العام الجزائري، باعتبار أن تلك الأعمال كانت حقوق طبعها حصراً لبعض دور نشر عربية دون غيرها· وأضاف ذات المصدر الذي رفض الكشف عن اسمه، أن وزيرة الثقافة، خليدة تومي، فضلت دخول الجزائر لمختلف معارض الكتاب العربية والعالمية، من خلال هذه المؤسسة -مؤسسة ''هفَم''- على أن تضيع على نفسها فرصة المشاركة في تلك المعارض التي اعتادت أن تشارك فيها الجزائر، خاصة في ظل الصراع القائم حالياً في بيت الناشرين الجزائريين الذين انقسموا مؤخراً إلى حزبين، الأول برئاسة أحمد ماضي الذي خلف فيصل هومه على رأس اتحاد الناشرين الجزائريين بعد حصول هذا الأخير على أغلبية الأصوات خلال الاقتراع الذي تم داخل مبنى الاتحاد بعد تنحية رئيسه السابق إسماعيل أمزيان، فيما يبقى ''الحزب'' الآخر الذي يبحث لنفسه عن شرعية في الجزائر منذ أسابيع بعد إعلان بعض الناشرين على رغبتهم في إنشاء ''فوروم للناشرين الجزائريين'' ومنهم إدارة ''هفَم'' التي استقالت من ال''سنال'' مباشرة بعد تنحيت أمزيان من رئاسة نقابة ناشري الكتب· وفي هذا الصدد باشرت مؤسسة الفنون المطبعية ''موفم''، الاتصال ببعض الناشرين الجزائريين من أجل إيداع كتبهم التي يرغبون في المشاركة بها في معرض دار البيضاء الدولي للكتاب الذي سيقام خلال شهر فيفري القادم بالمغرب، وكذا معرض أبو ظبي الدولي للكتاب الذي سيعقد بداية شهر مارس القادم، حيث فرضت ''هفَم''، على الناشرين الجزائريين إيداع 5 إلى 10 عناوين تكون صادرة خلال سنة ,2009 بغرض انتقاء الكتب التي ستشارك في هذين المعرضين الذين تم تخصيص جناح خاص بالجزائر فيهما·