وري صباح اليوم الجمعة جثمان الممثل الفرنسي روجي حنين, الثرى بالمقبرة المسيحية ببولوغين في المربع اليهودي بالجزائر العاصمة, وجرت مراسيم الدفن في اطار محدود. وكان جثمان روجي حنين قد وصل اليوم الجمعة باكرا إلى مطار هواري بومدين الدولي بالجزائر العاصمة قادما من باريس على متن رحلة عادية منتظمة, بعد أن غيبه الموت بباريس عن عمر يناهز 89 سنة الاربعاء الماضية. وكان في استقبال الجثمان بمطار هواري بومدين الدولي وزيرة الثقافة نادية لعبيدي ووالي العاصمة عبد القادر زوخ ومدير الحماية المدنية مصطفى لهبيري والسفير الفرنسي لدى الجزائر بيرنارايمي, بالاضافة إلى وجوه ثقافية. وعبر رفيق الفقيد المخرج الفرنسي ألكسندر أركادي عن امتنانه للجزائر "لاستقبال جثمان الراحل وفقا لرغبته الأخيرة في دفنه بموطن مولده", ووصفه بأنه "ابن القصبة المجذوب بمسقط رأسه". ورافق جثمان الراحل عدد من أفراد عائلته وسينمائيون وإعلاميون فرنسيون. وكان رئيس الجمهورية, عبد العزيز بوتفليقة, قد نوه بخصال الممثل الفرنسي روجي حنين , معتبرا إياه بمثابة "رمز" للصداقة بين الشعبين الجزائري والفرنسي. وجاء في برقية تعزية بعث بها رئيس الجمهورية أمس الخميس إلى أسرة الفقيد: تلقيت ببالغ التأثر وعميق الأسى نبأ وفاة الممثل الفرنسي الكبير روجي حنين الذي نذر كل حياته للثقافة وتبوأ مكانة بارزة في عالم السينما". وأضاف الرئيس بوتفليقة: "إن الشعب الجزائري الذي يشاطر الشعب الفرنسي الصديق مصابه في هذا الظرف الحزين, سيتذكر على الدوام ما كان للفقيد روجي حنين من إسهام مشهود في توطيد أواصر الصداقة بين الشعبين الجزائري والفرنسي". وكان روجي حنين قد عبر عن تضامنه مع الجزائر في محنتها خلال العشرية السوداء حيث صرح للصحيفة الفرنسية "لومانيتي" في أفريل 1999 بأن "الجزائر ليست بلد فوضى بل أرض نبيلة لا ترفض الأخوة". واثير جدل كبير على مواقع التواصل الاجتماعي، خلال الايام الأخيرة بعد ان أعلن صديق المتوفي، المخرج أليكسندر أركادي، ان الرئيس بوتفليقة أمر بارسال طائرة رئاسية لنقل جثمان الممثل روجي حنين، وسط صمت رسمي جزائري رغم الضجة، لتشير وكالة الأنباء الرسمية في كل برقياتها أن الجثمان نقل على متن رحلة عادية للخطوط الجوية الجزائرية.