قال طارق أوبرو، إمام مسجد مدينة بوردو (جنوب غرب فرنسا)، في مقابلة مع جريدة "لوموند" الفرنسية اليوم الجمعة "على الإسلام أن يتأقلم مع العقلية الفرنسية وينبغي إعادة النظر في طريقة شرح الفقه الإسلامي". وأضاف أن الإسلام، بسبب مظاهره الخارجية، أصبح يزعزع ما يسمى بالهوية الوطنية الفرنسية، موضحا أن الفرنسيين غير مهيئين لفهم وقبول هذه المظاهر. وشرح أن المهاجرين الأوائل، عندما وصلوا إلى فرنسا واستقروا فيها، حاولوا أن ينقلوا لأولادهم القيم الإسلامية وثقافتهم الأصلية، لكن العولمة فرضت عليهم خطابات جديدة ومغايرة للخطابات التي تلقوها في البداية. وفي سؤال حول قانون العلمانية المعتمد في فرنسا، أكد طارق أوبرو أنه من الضروري أن ينسجم الإسلام مع هذا القانون كي يسمح للمسلمين الانخراط بشكل ناجح في المجتمع الفرنسي. المؤسسة التربوية أهملت الإرث الثقافي الإسلامي وحول الاعتداءات الإرهابية التي عرفتها فرنسا في 7 و9 كانون الثاني/ يناير الماضي، أكد طارق أوبرو أن منفذي هذه الهجمات هم من نتاج المدرسة الفرنسية المنهارة والمعتقلات والفقر الاجتماعي وتشرذم العائلات، وليس لهذه الهجمات أية علاقة بالإسلام. وانتقد بعض خطابات الأئمة في المساجد الفرنسية وعدم معرفتهم بأمور المجتمع الفرنسي وتقاليدهم العلمانية. كما انتقد المؤسسة التربوية الفرنسية التي أهملت حسب تعبيره في برامجها كل الإرث الثقافي والحضاري والفلسفي للإسلام وفرضت فقط برامج بيداغوجية تابعة للإرث اليهودي والمسيحي. وهذا ما جعل الطلاب المسلمين لا يشعرون بأنهم ينتمون إلى الأمة الفرنسية. وأنهى طارق أوبرو: "هناك قانون فرنسي، يجب تطبيقه واحترامه، خاصة وأننا نعيش في جمهورية ذات قيم عالمية ويجب الاستفادة منها والعمل بها.