نظم أزيد من ألف شخص، صباح أمس، مسيرة بعين صالح جابت الشوارع الرئيسية، ردد خلالها المحتجون شعارات “صامدون صامدون.. للغاز الصخري رافضون”، فيما قررت لجنة المجتمع المدني المؤطرة للاحتجاج تنظيم ندوة صحفية غدا ومسيرة حاشدة يوم الثلاثاء. بعد حضور المحتجين للتجمع بالساحة المسماة “ساحة الصمود”، الواقعة قبالة مقر دائرة عين صالح، تطرق فيه أحد أعضاء لجنة المجتمع المدني لمضمون الندوة الصحفية التي عقدها الخبير الأمريكي في الغاز الصخري، قبل بضعة أيام بالعاصمة، موضحا بشأنها أن السلطات العمومية “تحاول إقناع الرأي العام بأن الغاز الصخري لا تترتب عنه أضرار على الإنسان والطبيعة”. وراح يخاطب جموع المواطنين ممن حضروا بأن سكان عين صالح “يملكون الأدلة القاطعة التي تثبت بأن استعمال تقنية التكسير الهيدروليكي في التنقيب عن الغاز الصخري تشكل خطرا على صحة الإنسان والحيوان والنبات”، وقد انطلقت المسيرة التي جابت الشوارع الرئيسية والأحياء، وفيما رددت النساء شعار “ألطف بنا يا الله”، ردد الرجال شعار “صامدون صامدون.. للغاز الصخري رافضون”. المسيرة، وإن كانت سلمية، فقد كانت محل مراقبة من قبل عناصر الأمن، التي ألفت الوضع وأصبحت تتكيف معه لليوم ال50 على التوالي. وكالعادة، لم يسجل أي حادث يذكر. وصرح محمد عزاوي، وهو عضو لجنة المجتمع المدني، ل«الخبر”، أن “كل الاعتصامات والمسيرات التي نظمت مند أزيد من 50 يوما، كانت سلمية ولم يتم تسجيل أي حادث أو انزلاق، على اعتبار وجود تنسيق بين اللجنة المؤطرة للاحتجاج ومصالح الأمن، حتى لا تخرج الأمور عن إطارها”. وأضاف: “ما عرفناه أن المسيرة ينخرط فيها حتى كبار أصحاب المال والتجار والحرفيون والموظفون والعمال والبطالون، وحتى متضامنون قادمون من ولايات أخرى، فيما لا يزال المنتخبون المحليون لبلدية عين صالح رفقة رئيس الدائرة معارضين للحراك الشعبي بهذه المنطقة”. وموازاة مع ذلك، قررت لجنة المجتمع المدني المؤطرة للاحتجاج، تنظيم ندوة صحفية غدا، وهي الأولى من نوعها منذ بداية الاحتجاج، في 30 ديسمبر الماضي، فيما لا تزال المشاورات والتنسيق جارية بين أعضاء اللجنة بشأن التحضير للمسيرة الحاشدة التي تقرر تنظيمها يوم 24 فيفري المصادف لذكرى تأميم المحروقات. وفي غمرة الأجواء الآخذة في التشكل بالمنطقة، لقي المحتجون ارتياحا بعد إطلاعهم من قبل زملائهم المعتصمين بمنطقة غور محمود، الواقعة على بعد 25 كيلومترا جنوبي المدينة، وهي المنطقة التي شهدت أشغال حفر وتكسير هيدروليكي لاستغلال الغاز الصخري، بأن شاحنات تابعة للشركة الوطنية لأشغال الآبار وصلت، مساء الجمعة الماضي، إلى غور محمود وهي مجهزة بمضخات سحب المياه والمواد الكيماوية، في خطوة لتجفيف أحواض الماء والمواد الكيماوية لنقلها إلى منطقة أخرى وإخلاء المكان. ويقول عامل بإحدى المؤسسات التي شاركت في الحفر، إن حوالي 2500 مادة كيميائية سامة استعملت في التكسير الهيدروليكي، بينها 22 مادة مسرطنة. وما وقفت عليه “الخبر”، أمس، هو أن المحتجين الذين تنقلوا إلى منطقة غور محمود يبيتون في خيم ويسهرون على منع دخول معدات التكسير الهيدروليكي عبر الطريق غير المعبدة المؤدية إلى المكان، الذي شهد أشغال تكسير هيدروليكي، وكان سبب احتجاج سكان عين صالح.