حفلت السنوات الماضية بعديد الأمثلة عن لاعبين مزدوجي الجنسية رفضوا دعوات المنتخب الجزائري أملا في الحصول على التفاتة من مسؤولي المنتخب الفرنسي الأول، قبل أن ”يتنازلوا” في الأخير للعرض الجزائري. ورفض علي بن عربية دعوة المنتخب الجزائري في أكثر من مناسبة، ونقل اللاعب الدولي السابق محمود ڤندوز ل«الخبر” شهادة مثيرة بهذا الخصوص، عندما كشف بأن بن عربية رفض منتصف التسعينيات دعوة المنتخب الجزائري لما كان يلعب في صفوف نادي مارتيغ وبرر ذلك بقوله ”لن ألعب في بلد انتشر فيه الإرهاب”. وتطلع بن عربية لاحقا لحمل الألوان الفرنسية، لكن تألقه اللافت مع موناكو ثم بوردو وباريس سان جرمان لم يكن كافيا لبلوغ هذا الهدف، فاضطر أخيرا وفي نهاية مسيرته الكروية لقبول دعوة ”الخضر”، ليكتفي ببضع مشاركات، قبل أن ينسحب نهائيا بعد فشل المنتخب الجزائري في بلوغ مونديال 2002. وعلى المنوال نفسه سار براهيم حمداني الذي انتظر بدوره التفاتة مسؤولي المنتخب الفرنسي لما كان يقدمه مع ستراسبورغ الفرنسي، وبالخصوص مع أولمبيك مرسيليا، ورفض خلال هذه الفترة كل اتصال من المنتخب الجزائري، أجرته معه الاتحادية الجزائرية عبر وسطاء، ليقرر في الأخير قبول دعوة ”الخضر” بعد أن يئس من الفرنسيين، ليكون ذلك في نهاية مسيرته الاحترافية. وبعد أن صار لاعبا بديلا في نادي غلاسكو رانجرس الاسكتلندي، لعب بضع مباريات فقط مع منتخب بلد والديه سنة 2008 ليختفي لاحقا. وكان متاحا لكارل مجاني اللعب للمنتخب الجزائري في وقت مبكر وذلك سنة 2006، عندما عرض عليه زميله في نادي لوريون، رفيق صايفي، فكرة اللعب للمنتخب الجزائري، لكن اللاعب الذي جاء اسمه تيمنا بالبطل الأمريكي كارل لويس، كان رده في غاية السلبية قبل أن يغير موقفه 180 درجة أربع سنوات بعد ذلك، تزامنا مع تأهل المنتخب الوطني لمونديال جنوب إفريقيا، عندما راح يتصل ويناشد الجميع توجيه الدعوة له وهو ما تم بالفعل. واعتبر حسان يبدة نفسه ”فرنسيا” عندما اقترب منه جمال عماني (الذي كان يشغل وقتها وكيلا للاعبين) عارضا عليه اللعب للمنتخب الجزائري، مذكرا إياه بأنه بطل العالم مع ”الديكة” في فئة أقل من 17 سنة وطموحاته أكبر من اللعب ل”الأفناك”، ليتراجع بدوره بعد سنوات عن تلك الحادثة ويكون إلى جانب مراد مغني في جوان 2009 من أوائل اللاعبين الذين استفادوا من قانون الباهاماس، لينضم للمنتخب الجزائري ويتبعه عديد اللاعبين الذي مروا مثله على مختلف المنتخبات الشبانية التي لعبت للمنتخب الفرنسي والذين صاروا يشكّلون الأغلبية الساحقة من تعداد النخبة الوطنية، بعد أن فقدوا لحد بعيد الأمل في ولوج المنتخب الفرنسي الأول. بالمقابل، فضّل لاعبون من أصول جزائرية اللعب مع ”الخضر” رغم تضاؤل حظوظهم في اللعب للمنتخب الفرنسي، كما فعل رومان حمومة الذي كانت له الشجاعة بالتأكيد على أنه لا يتملكه أي شعور تجاه بلد لا يعرف عنه شيئا وبالتالي فهو ليس مستعدا لحمل ألوانه تحت أي ظرف.