فند الجنرال الأمريكي مارتن دمبساي، قائد الأركان في القوات الأمريكية، وجود تنسيق مع الميليشيات الشيعية في عملية تحرير تكريت من قبضة تنظيم “داعش”. وصرح دمبساي للصحفيين المرافقين له في الطائرة التي نقلته إلى البحرينوالعراق، بأنه سيرفع هذا الانشغال للمسؤولين العراقيين الذين أطلقوا الهجوم على تكريت لتحريرها. وأوضح الجنرال مارتن دمبساي أنه “ما كان للهجمة أن تنجح لولا القصف الجوي للحلفاء في ضواحي بيجي، الذي أبعد “داعش” عن محطة تكرير النفط في المدينة. وأضاف: “أريد أن يعرف الوزير الأول ووزير الدفاع العراقيان أن هذا لم يتحقق بعمل سحري وليس بفضل الميليشيات الشيعية في الطريق الرابط بين بغداد وتكريت”. وأعرب المتحدث نفسه في الختام عن تخوفه على السنيين، مشككا في نوايا إيران، إن كانت لها الأهداف نفسها مع الحلفاء، وقال إن تنظيم “داعش” يشكل الأقلية في المنطقة. وكشفت مصادر إعلامية مشاركة الحرس الثوري الإيراني بقيادة الجنرال قاسم سليماني، مع القوات العراقية في تحرير تكريت. وكانت قد تدخلت مباشرة في مساعدة الأكراد في أوت الماضي في أربيل، وساهمت قبلها في ديالي شرقا وتعمل على تحرير مدينة صدام حسين السنية. وتزامن تصريح دمبساي مع افتتاحية جريدة “الغارديان” البريطانية التي طرحت، في عدد أمس، “التداخل” بين الأهداف الإيرانيةوالأمريكية في محاربة “داعش” في العراق، حيث سجلت الصحيفة “مفارقة كبيرة وتناقضا ظاهريا في هذا الثنائي الأمريكي - الإيراني”، ذلك أن تزامن التفاوض حول الملف النووي الإيراني مع وقائع الحرب ضد “داعش” وإيديولوجيته السنية جمعت بين القوتين. وذكرت الصحيفة أن سياسة الرئيس الأمريكي باراك أوباما التي تجنبت الحرب البرية المباشرة ضد “داعش”، تعتمد فعليا على إيران. وبدا ذلك جليا منذ أوت الماضي، عندما قامت الطائرات الأمريكية بالتغطية الجوية لدعم تقدم الحرس الثوري الإيراني في بلدة إيمرلي. وتقوم إيران بحماية الحكومة العراقية من مقاتلي “داعش” ويقوم الأمريكيون بتدريب القوات العراقية. وختمت “الغارديان” افتتاحيتها بالإشارة إلى صعوبة طمأنة أمريكا لحلفائها العرب في الخليج، في مواجهة الزحف الإيراني الذي أضحي يهدد تماسك التحالف الدولي ضد تنظيم “داعش”.