تبدأ، اليوم، أشغال الدورة الثالثة لمجموعة العمل المخصصة لمنطقة الساحل والتابعة للمنتدى العالمي لمكافحة الإرهاب، حسب ما أفاد به الوزير المنتدب المكلف بالشؤون المغاربية والإفريقية، عبد القادر مساهل، الذي أوضح، عقب محادثات جمعته، أمس، مع رئيس مجموعة العمل المكلف بمنطقة الساحل، دافيد دريك، أن الاجتماع سيتمحور أساسا حول “تقييم الوضع الأمني في منطقة الساحل ودراسة مجالات التعاون في إطار هذا المنتدى”. قال مساهل إن الدورة الثالثة للجنة الخاصة “هامة للغاية بالنظر إلى السياق الذي تعقد فيه، بعد توقيع اتفاق الجزائر حول السلم والمصالحة في مالي، وكذا بالنظر إلى الوضع السائد في ليبيا وتداعياته على البلدان المجاورة”. وأشار إلى أنه سيتم، خلال هذا اللقاء، التطرق أيضا إلى مكافحة تمويل الإرهاب وتجفيف منابع تمويله، مسجلا أن “هذه الجوانب أصبحت أعمالا دبلوماسية تقوم بها منظمة الأممالمتحدة على المستوى الدولي، والجزائر طرف فعال في المنتدى العالمي لمكافحة الإرهاب ومن المبادرين به”، مشيرا إلى دورها بشأن “التصور الواجب تبنيه لدعم البلدان التي تواجه ظاهرة الإرهاب، لاسيما الساحلية منها، من خلال التكوين والدعم اللوجيستي وتبادل المعلومات”. ومن جهته، صرح دافيد دريك قائلا: “كندا والجزائر تتعاونان في الوقت الراهن في مجال مكافحة الإرهاب. لدينا تجربة طويلة في منطقة الساحل والوضع السائد بها يقلقنا”، مشيرا إلى أن “الجزائر لها دراية كبيرة بالمنطقة ونحن هنا لتلقي نصائح منها”. وعلى صعيد آخر، كشف عبد القادر مساهل، عقب اجتماع مجموعة الاتصال الجزائرية الإيطالية رفيعة المستوى حول مكافحة الإرهاب، مساء أول أمس، أن الجزائر وروما عازمتان على تعزيز جهودهما لمحاربة التهديد الإرهابي، خاصة ذلك الذي تعاني منه ليبيا. واتفقت الجزائر وإيطاليا على موعد انعقاد اجتماعات اللجنة المشتركة بين البلدين، وصرح مساهل، خلال ندوة صحفية مشتركة مع نظيره الإيطالي، لابو بيستيلي، أن الاجتماع مرتقب في 20 جوان المقبل، مضيفا: “ركزنا خلال اللقاء على مستجدات الأزمة الليبية وسبل التصدي للإرهاب في الشمال الإفريقي”. وفي نفس السياق، اعتبر بيستيلي أن “الجزائر وإيطاليا قادرتان على مواجهة التهديد الإرهابي لتنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش)”. ولدى تطرقه لتهريب الأسلحة الآتية من الأراضي الليبية وبعض البلدان المجاورة لها، قال بيستيلي إن “منطقة الساحل قاطبة مهددة بتهريب الأسلحة والمخدرات”. بينما أفاد مساهل: “صحيح أن هناك تهديدا إرهابيا يخيم على كل المنطقة، لذلك فإنه من المهم والضروري أن يلتقي بلدان مثل الجزائر وإيطاليا لتقييم التهديد ونتائجه”، مشيرا في نفس السياق إلى أنه من الضروري تعزيز مكافحة الإرهاب بين البلدين. كما أشار الوزير المنتدب إلى أن “استقرار ليبيا يعد عنصرا أساسيا بالنسبة لاستقرار دول الجوار وبلدان الساحل، وأبعد من ذلك نحو المتوسط”، مضيفا أن “الجزائر وإيطاليا تعملان معا من أجل حل الأزمة في ليبيا”، مع احترام إرادة الليبيين.