كشف رئيس الجمعية الجزائرية لمرضى السكري فيصل أوحدة، أن ندرة الأنسولين في الصيدليات ترجع إلى سوء وتأخر توزيع هذه المادة، بسبب عدم توصل وزارة الصحة والمخابر المنتجة إلى اتفاق حول تخفيض سعره ليكون مساويا للأسعار المتداولة على المستوى العالمي، وحتى في دول الجوار. وأفاد محدثنا في لقاء ب “الخبر” أمس، أن المفاوضات المتواصلة بين وزارة الصحة والمخابر المنتجة لمادة الأنسولين دفعت أصحاب بعض الصيدليات لاقتناء كميات كبيرة من هذه المادة، ما جعل صيدليات المدن الكبرى على غرار ولايات وهران، قسنطينة، عنابة، تيزي وزو، والجلفة، تعرف ندرة حادة، مضيفا “الصدليات التي كانت تقتني 15 علبة فقط من الأنسولين، أصبحت تستورد 900 علبة”. وكانت سلسلة من اللقاءات قد جمعت وزارة الصحة والمخابر المستوردة لمادة “الأنسولين” انطلقت في شهر ديسمبر من السنة الماضية، حيث أعدت الوزارة الوصية دراسة مقارنة بين أسعار هذه المادة في جميع الدول الأوروبية وكذلك الدول المجاورة، ليتبين أن الأسعار المعتمدة في الجزائر هي الأكثر ارتفاعا، وعليه اجتمعت بالمخابر المستوردة للأنسولين في سلسلة من اللقاءات التي دامت أشهرا من أجل إيجاد الصيغة الأمثل لخفض الأسعار، والتقت بالعديد من المستوردين على غرار مخبر “صانوفي” ومخبر “نوفوديسك”، هذا الأخير رفض الإجراء، مرجعا ذلك إلى عدة أسباب متعلقة أساسا بالميزانية الخاصة به. وحسب أوحدة، فإن حوالي مليون مريض بالسكري يعالج بالأنسولين، من بينهم 800 ألف طفل تقل أعمارهم عن 17 سنة. من جانب آخر، طالب محدثنا بتقليص عدد أجهزة قياس السكر التي يصل عددها في السوق إلى 12 جهازا، مؤكدا أن بعض المخابر “تبزنس” بها على حساب صحة المرضى الذين أصبحوا يملكون أكثر من جهاز واحد، مع اقتناء شرائط قياس السكر التي يصل ثمن العلبة الواحدة منها المكونة من 50 شريطا إلى 1800 دج، وهو ما يعد تجارة مربحة لمنتجيها، على حد قول رئيس الجمعية.