قالت الأمينة العامة لحزب العمال، لويزة حنون، إنها تتمتع بدعم وتعاطف مسؤولين في الدولة وإطارات في عدة قطاعات “في الكفاح الذي نخوضه ضد رموز الفساد في البلاد والدولة”، متعهدة بأنها “لن تتوقف عما تقوم به مهما كان الثمن”. حنون التي كانت تتحدث في افتتاح اجتماع اللجنة العمالية لحزبها، أمس، بالعاصمة، كانت وفيّة لخطابها ضد ما أسمتهم “رؤوس الفساد الذين ينسجون خيوط شبكة عنكبوتية لابتلاع المال العام ونهب العقار العمومي”، مستغرقة في نشر المزيد من غسيل الفضائح المنسوب إلى بعض وزراء الحكومة ورجال أعمال خواص، وفي مقدمتهم علي حداد، رئيس منتدى رؤساء المؤسسات. وفي هذا الشأن، قالت حنون إن “الظرف الذي تمر به البلاد غامض، ومنذ انتخابات 2014 الرئاسية، وصارت الدولة متصدعة وأكثر هشاشة بسبب ممارسات الأغنياء الجدد، مستغلين تواطؤ المسؤولين على المستوى المحلي ووزراء، وهم اليوم يتحكمون في كل شيء”. وكشفت أن “رجال أعمال استحوذوا على قطع أرضية في مختلف مناطق الوطن، وخاصة في الجنوب، لا لاستصلاحها واستثمارها، وإنما لاستغلالها في شكل رهن للحصول على قروض من البنوك”. وبالنسبة إليها، فإن “رئيس هؤلاء، وهو مقاول في الأشغال العمومية (تقصد علي حداد)، الذي يتصرف كرئيس للجمهورية، يتفاوض ويتحادث مع الوفود الأجنبية الرسمية، يقود البلاد بتصرفاته وتصرفات زمرته من الأوليغارشيا، نحو اندلاع ربيع عربي ينتهي بالجزائر إلى ما انتهت إليه كوت ديفوار”. وتابعت تحذيراتها من أن “هؤلاء الأوليغارشيا يتحدون الجميع ولا يكترثون لتداعيات ما يفعلونه. وإذا استمر الأمر على ما هو عليه الآن، فسيأتي اليوم الذي نشاهد فيه شرطتهم الخاصة وقضاة يعملون لحسابهم وسجونهم.. تماما مثلما نشاهده في دول أمريكا اللاتينية والولايات المتحدة الأمريكية”، متوعدة حداد ومن معه من أعضاء المنتدى ب«حرب لا هوادة فيها، وبفضح ممارساتهم واحدا واحدا.. لأنني أستمد القوة من دعم إطارات ومسؤولين ومواطنين يقاسمونني الهدف نفسه”. بل ذهبت حنون إلى أبعد من ذلك، بتركيز هجومها على علي حداد وأعضاء منتدى رؤساء المؤسسات، لما قالت إنهم “يحملون مشروعا إجراميا لاغتيال الجزائر، وإن تصرفاتهم لا تختلف عما تفعله المافيا الروسية المتحكمة في دواليب الدولة والاقتصاد، وتسكت بواسطة الاغتيالات كل من ينتقدها أو يحقق في جرائمها”. واستعجلت حنون، وزير العدل حافظ الأختام، الطيب لوح، السهر على احترام تعليماته للنيابة العامة لتحريك المتابعات القضائية ضد “الفاسدين”، وما تعتبره “جرائم” اقترفتها الوزيرة نادية لعبيدي، لأنها منحت صفقة ب”17 مليار سنتيم لرئيس الأوركسترا الجزائرية لإنجاز سيمفونية المالوف، قبل أن تضيف إليها مبلغ 5 مليارات على سيمفونية الوئام المدني، فضلا عن مبلغ 300 مليون سنتيم عن كل سهرة يحييها”. واستغربت زعيمة “العمال” تصرفات لعبيدي، قائلة: “الوزيرة توزع الملايير على أصحابها وأحبابها، بينما يموت عمار العسكري، المجاهد والنقابي والفنان، الذي قدم حياته خدمة للجزائر والفنانين، ينتظر ردا لم يأت من الوزارة، على طلب التكفل بمصاريف علاجه بالخارج؟!”.