أفاد عبد الرحمن بلعياط، متزعم مسعى الإطاحة بعمار سعداني من على رأس جبهة التحرير الوطني، بأن الأمين العام الذي ينفي عنه صفة الشرعية، ”يتهجم على أسس الدولة تنفيذا لخارطة طريق ليست من ابتكاره”. قال بلعياط في اتصال مع ”الخبر”، ردا على ما جاء في الندوة الصحفية لسعداني أول أمس، إن خصمه العنيد ”يواصل سلسلة هجوماته وهذا تطبيقا لخارطة طريق”. في إشارة إلى إصرار سعداني على بناء ما يسميه ”دولة مدنية”، يختفي فيها الدور الذي درج الجيش وذراعه الأمني على تأديته، في اختيار الرؤساء بدل الاحتكام حقيقة إلى قواعد اللعبة الانتخابية. ورفض بلعياط التفصيل في ”خارطة الطريق”، وتحفظ على ذكر من وضعها للأمين العام للحزب. وأضاف في الموضوع: ”لست خائفا من الخوض في الجهة التي تخطط لسعداني، ولكن العملية الدقيقة التي أسير فيها حاليا تقتضي عدم التشويش عليها”. يقصد جمع إمضاءات ثلثي أعضاء اللجنة المركزية، لاستدعاء دورة طارئة للهيئة الأعلى ما بين مؤتمرين، بهدف تنحية سعداني وانتخاب أمين عام جديد. وذكر سعداني في لقائه بالصحافيين، أن ”الدولة المدنية” التي يقول إن الرئيس عبد العزيز بوتفليقة ”سيستكمل بناءها” في العهدة الرابعة، إذا ترشح لها، ”لن تتمكن المخابرات من صنع أي شيء فيها”، بمعنى أن النفوذ السياسي لجهاز الأمن العسكري سيزول في الفترة المقبلة، وعلى يدي بوتفليقة. وقرأ بلعياط هذا الكلام، الذي لم يقدم عليه حتى أشد المعارضين للسلطة، كالتالي: ”التصريحات بخصوص الدولة المدنية والحديث عن التغيير في المستقبل، قضية كبيرة على سعداني فهي ليست من ابتكاره ولا بمقدوره تنفيذها”. وأضاف بلعياط: ”سعداني لا يملك المؤهلات الفكرية التي تمكنه من ابتكار مثل هذا الكلام، ما يدفعني إلى القول أن ما يخوض فيه سعداني أمر مسطّر، أما هو فلا يعدو أن يكون ناطقا معبّرا عن خطة مدروسة”. ومعلوم أن ”حركة تقويم الأفالان” التي تنسق مع بلعياط الخطة لإزاحة سعداني، تقول إن السعيد بوتفليقة، شقيق رئيس الجمهورية، هو من فرض رئيس المجلس الشعبي الوطني الأسبق في قيادة الحزب. فهل يمكن أن تكون ”الخارطة” التي ينفذها سعداني، حسب بلعياط، من صنع السعيد؟ وإذا كان السعيد هو عرّاب سعداني فعلا، فما الذي يجنيه من سلسلة الهجومات التي يوجهها سعداني للمخابرات؟ هل السعيد، وربما شقيقه الأكبر رئيس الجمهورية أيضا، يبحثان عن إضعاف المخابرات؟ ولفائدة من؟ يشار إلى أن سعداني نفى قطعيا أي صلة بينه وبين المستشار الرئاسي النافذ في الدولة. وفسّر بلعياط هجوم سعداني على عبد العزيز بلخادم، بسبب الاستقطاب الذي حققه بحضوره لقاء المنتخبين السبت الماضي، ب”الخوف من أن يأخذ منه الغنيمة المزيّفة، لأن سعداني يشعر بأنه ليس أمينا عاما شرعيا وهذه هي الحقيقة”. أما عن قول سعداني بأن خصومه في الحزب ”مكلفون بمهمة ومن كلفهم بها يسمعني حاليا” (من دون أن يذكر من هو)، فقال بلعياط: ”لم نفهم هذا اللغز. وعلى كل حال فسعداني يتصرف مثل الدون كي شوت الذي يصارع الطاحونات الهوائية. أما أنا فسأستدعي اللجنة المركزية لاجتماع طارئ وسأسلّم الأمانة إلى أهلها”.