قال رئيس نادي المخاطر الكبرى البرفيسور عبد الكريم شلغوم إن انهيار نفقي جبل الوحش من شطر الطريق السيار شرق-غرب الرابط بين قسنطينةوسكيكدة، دليل على غياب أي دراسة معمقة للتربة، محملا مسؤولية هذه الفضيحة لوزارة الأشغال العمومية بصفتها الطرف المتابع والمراقب لإنجاز المشروع. وأوضح رئيس نادي المخاطر الكبرى في اتصال مع “الخبر” أمس، أن عيوب إنجاز مشروع الطريق السيار شرق-غرب بدأت تنكشف من يوم لآخر، بدليل انهيار النفقين العملاقين بمنطقة جبل الوحش بقسنطينة، يبلغ طول الواحد منهما 1200م. دخل النفق الأول المؤدي إلى سكيكدة الخدمة منذ 8 أشهر، فيما بلغت أشغال إنجاز الثاني 70%. وقال إن المعاينة التي قام بها نادي المخاطر الكبرى للنفقين بينت وجود مشكلة متعلقة بالدراسات، أي أن شركة “كوجال” اليابانية لم تأخد عامل خصوصية التربة في جبل الوحش مأخذ الجد. وأشار إلى أن المنطقة التي احتضنت إنجاز النفقين كانت في القديم عبارة عن بحيرة ثم أخذت مع الوقت شكل مرجة. وأكد عبد الكريم شلغوم أن كوجال لم تأخذ بعين الاعتبار هذا المعطى، ما يعني أن دراستها كانت اعتباطية وسطحية، خاصة أن المنطقة متميزة بانزلاق للتربة، موضحا بأن الانزلاق تم على عمق 100 متر، بدأ بالنفق الذي كان محل إنجاز ليصل إلى النفق الذي دخل الخدمة. وتساءل رئيس نادي المخاطر الكبرى عن المنطق الذي تستعمله الوزارة الوصية في التعامل مع المشاريع الضخمة مثل هذا المشروع الذي سمي بمشروع القرن، خاصة أنها رصدت له مئات الملايير، وقال إن وزارة الأشغال العمومية تتحمل مسؤولية هذا الانهيار بحكم أنها كانت مشرفة على المكاتب التي قامت بالدراسة، كما أنها كانت متابعة ومراقبة لأشغال إنجاز النفقين ودراسة هيكلهما. ويرى نادي المخاطر الكبرى أن الطريق المسمى “مشروع القرن” لا تتوفر فيه المعايير الدولية، لأن الأمطار تكشف في كل مرة عيوب الإنجاز، بل وحتى تكلفة إنجازه مكلفة للغاية على عكس ما هو عليه الحال في بعض الدول المجاورة وحتى دول غربية، بدليل أن الطريق المنجز في المغرب أقل تكلفة ب3 مرات، بل حتى الطريق المنجزة بكاليفورنيا بالولايات المتحدة أقل تكلفة بمرتين.