كشف وزير الأشغال العمومية، السيد فاروق شيعلي، أمس، عن اجتماع سيعقد مع وزارة النقل خلال الأسابيع المقبلة لإعداد نص قانوني لتحديد أوزان الحمولات على متن الشاحنات نصف المقطورة التي أصبحت تشكل خطرا على الطريق السريع ومستعمليه. وبخصوص التحقيقات التي فتحت بعد انزلاق التربة بنفق جبل الوحش بقسنطينة، أكد الوزير أن ما حدث "ظاهرة طبيعية" ويتم حاليا تحليل عينات من التربة على أن يتم سد الفراغات بالاسمنت المسلح قبل الشروع في صيانة النفق المتضرر، كما كشف السيد شيعلي عن فكرة إنشاء طرق سريعة من طابقين لفك الخناق عن العاصمة. ولدى استضافة وزير الأشغال العمومية من طرف جريدة الشعب أكد أن ميزانية قطاعه خلال سنوات التسعينات لم تكن تزيد عن 5,6 ملايير دج، بالنظر إلى اهتمامات الدولة التي كانت منصبة على قطاعات الصحة، التربية، السكن والموارد المائية، الأمر الذي انعكس سلبا على مشاريع القطاع الكبرى مع تسجيل توقف إنجاز 450 مشروعا (بمعدل 10 مشاريع في كل ولاية) وهو ما يعني توقف إنجاز الآلاف من الكيلومترات، مع هدم 218 منشأة فنية تمت إعادة إنجازها من جديد ما سبب تكاليف إضافية للوزارة بقيمة 2,5 مليار دج . كما سمحت المخططات الخماسية من سنة 2000 إلى 2014 برفع الميزانية المخصصة للوزارة لتصل إلى 5 آلاف مليار دج (ما يعادل 75 مليار دولار)، وهو ما سمح بتحقيق مشروع القرن المتعلق بالطريق السيار شرق-غرب على مسافة تزيد عن 1100 كيلومتر، في حين لا تزال الأشغال جارية لإنجاز 85 كيلومترا المتبقية من المشروع، مع إنجاز 2400 كيلومتر خاص بالطريق العابر للصحراء، إنشاء 16 ميناء و4 مطارات جديدة، وفي ذات السياق أشار الوزير إلى أن عملية شق الطرقات كلف الوزارة 4800 مليار دج، الموانئ 180 مليار دج، المطارات 80 مليار دج. ماحققته الجزائر خلال السنوات الأخيرة -يقول السيد شيعلي- جعلها تحتل المرتبة الثانية إفريقيا بعد جنوب إفريقيا من خلال تعبيد 80 بالمائة من طرقاتها، كما أنها تضم 40 بالمائة من شبكة الطرقات المغاربية، على أن يتم في المستقبل إيلاء أهمية كبيرة لفك العزلة عن المناطق النائية والتفكير في حلول ناجعة للربط ما بين القرى والمداشر استجابة لانشغالات المواطنين بهذه المناطق. وبغرض التكفل بأكثر من 900 كيلومتر عبر الطريق السيار شرق-غرب أنجزت قبل 2006 وتعرف اليوم تدهورا كبيرا، أعلن الوزير عن إطلاق مجموعة من المناقصات لاختيار شركات مختلطة تعهد لها مهمة الترميم والصيانة في أجل لا يزيد عن 4 أشهر، على أن تسلم كل المقاطع قبل نهاية شهر جوان. وبخصوص انزلاق التربية الذي مس يوم الجمعة الفارط جزءا من الطريق السريع الرابط بين سيدي بلعباس ومعسكر، أكد الوزير أن الأمر يعد "ظاهرة طبيعية"، مشيرا إلى أن الوزارة تحصي اليوم 3 مناطق مهددة بانزلاقات التربة في كل من ولايات قسنطينة، البويرة وسيدي بلعباس، وعليه فقد تقرر -يضيف السيد شيعلي- إنجاز منشأة فنية بالنقطة الكيلومترية رقم 186 بولاية البويرة لحل إشكالية تدهور وضعية الطريق. أما فيما يخص انهيار نفق جبل الوحش بولاية قسنطينة، فأكدت التحقيقات الأولية أنه حدث بسبب انزلاق التربة، ويتم حاليا تحليل عينات من التربة من داخل وفوق النفق وخارجه مع إفراغ أحد الأحواض المائية التي تقع فوق النفق حتى يتم تفادي وقوع انزلاقات أخرى، وبعد أن يتم سد الفراغات بالاسمنت المسلح سيتم إطلاق أشغال صيانة النفق من الداخل. وبخصوص التقصير الذي اتهمت به بعض الأطراف الشركة اليابانية "كوجال" التي أسندت لها أشغال إنجاز النفق، أكد الوزير أنه لا يمكن حاليا تحديد مسؤولية للشركة ما دامت التحقيقات لم تنته بعد، علما أن الشركة اليابانية أرسلت خبراء لموقع الحادث للتحقيق كما تعاقدت الوزارة مع مكتب تركي للخبرة المحايدة. من جهة أخرى، أعلن الوزير عن بلوغ نسبة 50 بالمائة من أشغال ربط مدينة سيلات بولاية تمنراست بمدينة تينزيواتين على مسافة 400 كيلومتر وبين سيلات وتيمياوين على مسافة 400 كيلومتر.