مسلسل انهيار الصخور سيتواصل طالما نتجاهل الحل التقني عند إنجاز الأنفاق والطرقات كشف رئيس نادي المخاطر الكبرى ومخبر الهندسة المقاومة للزلازل ودراسة التربة، عن وجود ما لا يقل عن 20 موقعا خطيرا عبر التراب الوطني، تعرف انهيارا للصخور على نحو ما حدث بمنطقة أوقاس ببجاية. وقال إن مسلسل هذه الانهيارات سيتواصل، طالما أن السلطات الوصية لم تلتفت من حولها لضبط خريطة هذه المناطق الخطيرة ووضع حلول تقنية للظاهرة. أوضح عبد الكريم شلغوم، رئيس نادي المخاطر الكبرى، في اتصال ب«الخبر” أمس، أن من بين هذه المواقع ال20 الخطيرة، توجد منطقة الشفة بصخورها المطلة على الطريق الوطني بالقرب من ولاية المدية، وكذا الصخور الواقعة على مستوى نفق الطريق الوطني القديم للأخضرية، وكذا على مستوى جبال تامزڤيدة الواقعة قبالة الطريق السيار، إلى جانب مواقع أخرى خطيرة للغاية تقع بين زيامة منصورية والعوانة بولاية جيجل، إلى جانب موقع آخر بولاية تيزي وزو شهد عملية انهيار للصخور قبل عدة أيام، كما لا تزال الصخور الواقعة على مستوى منطقة آريس بباتنة تهدد حياة الناس إلى غاية اليوم، والأمر نفسه بالنسبة لنقطتين سوداوين بولاية سيدي بلعباس. وأرجع المتحدث سبب انهيار الصخور بمنطقة أوقاس الذي خلف ضحايا، إلى سوء التسيير الناجم عن غياب سياسة استراتيجية وقائية بشأن تسيير الكوارث الطبيعية من قبل السلطات العمومية. وأشار إلى أنه خلال سنة 2004 “قمنا بتوجيه نداء إلى وزير الأشغال العمومية، عمار غول، يتضمن تحذيرا من خطر انهيار الصخور بمنطقة أوقاس، إلا أن الوزارة لم تلتفت من حولها لاتخاذ إجراءات وقائية أو القيام بحلول تقنية للظاهرة، الأمر الذي تسبب في انهيار صخور بالمنطقة نفسها سنة 2005”. بل ومباشرة بعد زلزال بومرداس سنة 2003، يقول شلغوم، تم تشكيل لجنة مستقلة من المهندسين تشرف عليها وزارة السكن قامت بضبط سياسة وقائية من أخطار الكوارث الكبرى، وفي سنة 2004 صوّت البرلمان على قانون الوقاية من أخطار الكوارث الطبيعية، موضحا أن النصوص موجودة والتطبيق في الميدان غائب. ويرى المتحدث أن الحل يكمن، حسب الدراسة التي قام بها نادي المخاطر الكبرى ومخبر الهندسة المقاومة للزلازل ودراسة التربة، في الحل التقني المعمول به في العالم، ويتمثل في ضبط خريطة للمناطق الضعيفة في صدر الصخور “وبعدها نقوم بتثبيت أعمدة للإسمنت المسلح فيها”، وفي المرحلة الثالثة نقوم بوضع شبابيك خاصة من الحجارة لمنع انهيار الصخور. وقال إنه من المفروض أن يكون هذا الحل مرافقا لإنجاز الأنفاق والطرقات، “وللأسف، فإن الوزراء المتعاقبين على وزارة الأشغال العمومية لم يلتفتوا إلى هذا الحل”. وبناء على هذا المنطق المتبع، قال المتحدث إن مسلسل انهيار الصخور سيبقى متواصلا وسيتعاظم مستقبلا، ليشمل الأنفاق والطرقات والسكنات، طالما أن السلطات الوصية لم تسن سياسة وقائية ولم تضبط حلولا تقنية للمشكلة. وأشار الى أن ما نلاحظه اليوم هو أن الطرقات غير منجزة حسب المقاييس التقنية المتعارف عليها عالميا، وقدم مثالا على ذلك، يتمثل في الانهيار الكبير الذي عرفه نفق الطريق السيار بمنطقة جبل الوحش بقسنطينة، معتبرا “ذلك نتيجة واضحة للسياسة الهشة المتبعة في إنجاز المشاريع الكبرى المسماة مشاريع القرن”.