الأحزاب الجزائرية فيها خاصية لا توجد في أي أحزاب في العالم، وهي خاصية القابلية للمركوبية من طرف البوليس السياسي. في البلدان الأخرى البوليس السياسي يخاف الأحزاب وقيادات الأحزاب أكثر مما يخاف القادة العسكريين.! أما عندنا فالبوليس السياسي لا يستعذب إلا ركوب قيادات الأحزاب. الأمر له علاقة بالإرث التاريخي النضالي الذي طبع العلاقة بين مناضل المنظمة المدنية لجبهة التحرير والمنظمة العسكرية لجبهة التحرير، حيث كان السياسي له اليد الطولى على العسكري. حتى الأحزاب التي ولدت بعد أكتوبر 1988 كان فيها مسحة تقاليد مناضلي الأفالان في القابلية للمركوبية من طرف العسكر.. ربما لأن حزبا مثل حزب الأرندي ولد في حجر البوليس السياسي، لذلك فإن مناضليه مثل مناضلي الأفالان لا يفرقون بين الحزب السياسي ومخفر الثكنة.! في سنة 1996 رمتني الأقدار بأن أكون في عين الإعصار الذي ضرب الزعيم مهري في الأفالان بالانقلاب العلمي.. وكنت أول من استخدم مصطلح الانقلاب العلمي الذي ردده القيادي بلعياط وهو يفتخر بالانقلاب الذي نظمه البوليس السياسي بواسطة أمثال بلعياط. منذ ذلك الوقت استهوى البوليس السياسي حكاية ترويض الأحزاب بواسطة الانقلابات.. فتعرض الأفالان إلى ظاهرة الانقلابات في تغيير القيادة فانقلب بن فليس على بن حمودة بمؤامرة غير علمية، وانقلب بلخادم على بن فليس بمؤامرة عدالة الليل.! وانقلب سعداني على بلخادم بمؤامرة العهدة الرابعة، والآن يسعى بلعياط من جديد للإطاحة بسعداني لفائدة من تعاون معهم ضد مهري قبل 18 سنة، فأصبحت الأفالان يشبه حزب البعث في حكاية الانقلاب. لو كان الأفالان حكيما لقام بإبعاد كل من كان طرفا في مؤامرة من صفوفه سواء علمية أو غير علمية. البوليس السياسي ما كان ليفعل بالنهضة والإصلاح وحمس والأرسيدي والأفافاس، ما فعل من “تخلاط” لو لم يتدرب في مناضلي الأفالان على كيفية الإطاحة بالمناضلين الحقيقيين. نعم المرض ليس في (D.R.S) وحده، بل المرض أيضا في نوعية قيادات هذه الأحزاب التي تقبل أن يفعل بها البوليس السياسي ما يفعل.. وكما قال: مارتن لوثر كنخ مناضل حرية السود في أمريكا.. لا يستطيع أي واحد ركوب ظهرك إلا إذا كنت منحنيا..! وال (D.R.S) الذي يجد أمثال بلعياط في حالة انحناء دائم من العار عليه أن لا يمتطيه.! فالعيب إذا ليس في سلوك (D.R.S)، بل في سلوك هؤلاء الذين لهم القابلية للمركوبية. [email protected]