بعد أن بلغت الحركة الاحتجاجية مرحلة التصعيد المضربون يشترطون التحاور مع الوزير الأول أجمعت نقابات التربية على أن نسبة الاستجابة للإضراب الذي دخل أمس أسبوعه الثالث ارتفعت أكثر، بسبب التضامن الواسع للأساتذة مع زملائهم بعد تعرضهم للتضييق من قبل مديريات التربية التي لجأت إلى أساليب ردعية تنفيذا لقرارات الوزارة، في الوقت الذي هددت بمزيد من التصعيد خلال الأيام المقبلة إذا لم تكن هناك مبادرة لحل الوضع الذي كرس مبدأ الاضطرابات بالمدارس الجزائرية. باشرت أمس النقابة الوطنية لأساتذة التعليم الثانوي والتقني إضرابها للأسبوع الثالث على التوالي بدأته بيومين في الأسبوع، ثم ثلاثة لتصبح أربعة أيام في الأسبوع الثالث، وقال رئيسها مزيان مريان ل “الخبر” إن الإضراب حقق استجابة واسعة، وتفاجؤوا بتزايد عدد المضربين الذين تضامنوا حسبه مع زملائهم، خاصة بعد لجوء وزارة التربية إلى بعض الأساليب الردعية كتعليماتها المتتالية التي تصب جميعها في “تخويف” المضربين ومن ثمة تحقيق غايتها في عدولهم عن الإضراب، إلا أن ذلك لم يحدث ونسبة الاستجابة التي بلغت 67.72% أكبر دليل على التفاف الأساتذة حول الإضراب. وقد سجلت النقابة في بعض الولايات تبليغ وتسليم الأساتذة المضربين إشعارات بالعودة للعمل، وهو ما اعتبرته تهورا صارخا للقانون كونهم لم ليتلقوا أي قرار من أية جهة كانت بعدم شرعية إضرابهم، وندد المتحدث بما نعتهم به مسؤولو الوزارة، “فتارة مضللون وتارة متمردون ولم يبق لها سوى وصفنا بالإرهابيين”، وهي محاولات منها “توحي بتخبط الوصاية وفقدانها لبوصلة النجاة”، مطالبا بتدخل السلطات العليا، ومؤكدا في ذات الوقت أن النقابة ماضية في إضرابها وستعقد كعادتها مكتبها الوطني نهاية الأسبوع لإيجاد صيغة جديدة للاحتجاج، في الوقت الذي ربط توقيف ذلك بمدى نجاح الحوار مع الوصاية بعد دعوتهم لذلك. أما المجلس الوطني لأساتذة التعليم الثانوي والتقني الموسع “كناباست” الذي دخل إضرابه أمس يومه الرابع المتجدد آليا، فذكر مكلفه بالإعلام مسعود بوديبة أن نسبة الاستجابة تزداد من يوم لآخر، وهو ما يشجعهم للمضي قدما إلى أن تتحقق مطالبهم كأساتذة، كما أن هذا النجاح سيدفعهم للتصعيد، حيث ستعقد المجالس الولائية اجتماعها اليوم للخروج بكيفية التصعيد سواء بالاعتصامات أمام مديريات التربية أو تنظيم الصفوف، تحضيرا لاعتصام وطني في خطوة منهم للرد على استفزازات الوزارة. وبالعودة إلى موقف الوزارة قال بوديبة إنها من خلال تصريحات مسؤوليها منذ انطلاق الإضراب، تحاول تشويه سمعة الشريك الاجتماعي أمام الرأي العام، رغم أن ذلك يضرب الثقة في الصميم ولا يخدم مصداقيتها، لأنهم في كل مرة يؤكدون أن مطالب النقابات تم الاستجابة لها دون ذكر المحاضر التي التزم بها الوزير شخصيا ولم تجد طريقها للتجسيد ميدانيا، معلقا على ذلك بالقول “مسؤولو وزارة التربية مصرون على تأكيد فشلهم بتصريحاتهم المغرضة التي لا تمت للحقيقة بصلة”. أما عن التضييق على المضربين خاصة ما تعلق بمنعهم من الدخول إلى المؤسسات التربوية، قال بوديبة ما حدث حول هذه التعليمة التي أثارت ضجة واسعة هو أن مديري التربية فعلا أخبروا الأساتذة بأن الوزارة أمرتهم بمنع الأساتذة المضربين من الدخول بداية من يوم أمس، إلا أنه قد تكون تعليمة شفوية أو أن الوصاية تراجعت عن ذلك بالنظر للغضب الواسع للأساتذة وحساسية الوضع الذي قد يحرك الشارع ويؤدي إلى عواقب وخيمة.