الابتكار لا يتطلب شهادة جامعية أو مستوى تعليميا معيّنا، وإنما هو هبة إلهية، يقول حليم سوقي الذي يعمل تقنيا بمؤسسة سونلغاز بسكيكدة والذي كان وراء ابتكار نظام يعمل على اقتصاد استهلاك الإنارة العمومية. بعد عشر سنوات من البحث والتفكير، تمكن السيد حليم سوقي من التوصل إلى ابتكار نظام خاص لاقتصاد استهلاك الإنارة العمومية، عن طريق جهاز صغير مستعمل، حاليا، في مدينة الحروش. وبعد طول هذه المدة، كان حليم يقارن نتائج جهازه مع النتائج المسجلة على الصعيد العالمي، خاصة بالنسبة للشركات الأوروبية التي تهتم بميدان الاقتصاد في الإنارة العمومية. وعن الجديد الذي أتى به ابتكاره، يقول حليم إن الجهاز يسمح بالوصول إلى حد 70 في المائة في اقتصاد الطاقة، وهذه النتيجة قد تم فحصها من قبل الشركة الوطنية للاعتماد والمراقبة التقنية والتي حددت 66.26 في المائة كاقتصاد في الطاقة للمشروع الذي تم إنجازه بمدينة الحروش. بداية صعبة يقول حليم إن هذا الجهاز له أهمية كبيرة على المواطن، وهذا النظام يتم تركيبه بالشبكة العمومية بوسائل متوفرة في السوق ومحلية الصنع. وقد تم تشغيل هذا النظام في 19 فيفري من السنة الماضية بحي 400 مسكن بمدينة الحروش، وقد سُجل انخفاض في فاتورة الحي بعد تشغيل هذا النظام. ويضيف المتحدث بأن الجهاز الذي ابتكره سريع التركيب ولا يكلف وقتا طويلا ولا إمكانات ضخمة، وأي كهربائي مؤهل يتمكن من تركيبه بكل سهولة. وفي سؤال حول استعماله داخل السكنات، أوضح حليم بأنه توجد في العالم ثلاثة أنواع من المصابيح، وفي الجزائر تستعمل المصابيح من نوع “صوديوم المضغوطة”، لكن هذا النوع مستعمل بنسبة ضعيفة، كما تستعمل مصابيح “البخار الزئبقي” وهذا النوع في طريق الزوال “وعليه ركزنا على مصابيح صوديوم ذات الضغط المرتفع المستعملة بنسبة 80 في المائة في الأعمدة الكهربائية عبر الوطن”. وحسب محدثنا، فإن الجهاز يمدد المدة المحددة لاستعمال مصابيح الإنارة العمومية إلى ثلاث مرات، وهنا تستفيد البلدية من مصاريف الصيانة ومن عملية تجديد المصابيح وحتى من الناحية البيئية والاقتصادية.