أعلن، من جانبه، رئيس مجلس الأمن الوطني والدفاع الأوكراني، أندري باروبي، عن استدعاء جميع جنود الاحتياط الذين تحتاجهم “لحماية أمن وحدود الوطن” والشروع “في تدريب جنود الاحتياط في الآجال التي حددتها هيئة أركان الجيش”. كما أعلن عن حالة طوارئ على كل القطر الأوكراني. وفي خضم هذه التطورات المتسارعة، عقد حلف “الناتو” أول اجتماع طارئ، أمس ببروكسل، شارك فيه سفراء 28 دولة عضو، بطلب من بولونيا التي تعتبر نفسها مهددة بالتدخل العسكري الروسي في أوكرانيا، وفقا للبند الرابع من معاهدة الحلف. يشار إلى أن أوكرانيا ليست عضوا في الحلف لكنها وقعت شراكة معه في 1997 وفي قمة بوخارست في 2008، اتفق حكام الدول الحليفة على ضم أوكرانيا، الشيء الذي أزعج موسكو. وفي 2010 انتخب يانكوفيتش، الموالي لموسكو، رئيسا للبلد ليتخلى نهائيا عن فكرة الانضمام. ويتبع هذا الاجتماع آخر طارئ لوزراء خارجية الاتحاد الأوروبي، اليوم ببروكسل، لتحديد موقف مشترك من الحرب المحتملة في أوكرانيا. ودعت فرنسا إلى وساطة مباشرة بين روسياوأوكرانيا، تحت مظلة الأممالمتحدة أو المنظمة للأمن والتعاون الأوروبي. وقال الأمين العام للناتو، أندرس فوغ راسموسن، في افتتاح الجلسة أن فعل روسيا “يهدد السلم والأمن في أوروبا”. ودعا روسيا إلى “وقف نشاطها العسكري وتهديداتها”، لأن ذلك يعتبر “خرقا لمبادئ ميثاق الأممالمتحدة”. فيما قال دبلوماسي أوروبي إنه يفضل الوساطة الأممية على الاتحاد الأوروبي وإبعاد الناتو عن الواجهة لأن موسكو متحفظة منه وتعتبره خصما. هذا وسحبت دول غربية، مثل كندا وتشيكيا وليتوانيا، سفراءها من موسكو، بينما أعلنت أخرى مقاطعتها قمة سوتشي الروسية ل«مجموعة 8” في جوان المقبل، مثل فرنساوبولونيا وبريطانيا والولاياتالمتحدة، وهددت واشنطنموسكو بعزلها اقتصاديا إذا ما قامت بالتدخل عسكريا في أوكرانيا. ومن باب الضغط الممارس على موسكو، اتصل الرئيس الأمريكي أوباما بنظيره الروسي بوتين، في مكالمة دامت 90 دقيقة، حثه خلالها على سحب قواته من شبه جزيرة القرم. واتصل كاتب الدولة للخارجية جون كيري بنظيره الروسي سيرغي لافروف، واتصل وزير الدفاع الأمريكي هاغ بنظيره الكندي شويغو. وجرت الاتصالات في كل الاتجاهات لإقناع الطرف الروسي بعدم اللجوء إلى القوة مادام الحوار ممكنا لحل الأزمة. وفي اجتماع طارئ لمجلس الأمن للأمم المتحدة، دعت ممثلة الولاياتالمتحدة، سامنتا بور، إلى إرسال ملاحظين دوليين إلى أوكرانيا لمعاينة الأوضاع. ودعا البرلمان الأوكراني هو الآخر إلى إرسال ملاحظين دوليين. وأقام أمس حوالي ألف شخص حاجزا من عشرين شاحنة لمنع وحدة حراس الشواطئ الأوكرانية من العبور إلى القرم، حسب بيان وزارة الدفاع الأوكرانية. وفي موسكو، حاول العشرات من المناوئين للحرب على أوكرانيا القيام بمظاهرات بالساحة الحمراء، ووقعت اعتقالات، بينما منعت الحكومة الأوكرانية تحليق الطائرات الحربية في فضائها الجوي. فيما توجهت بارجتان من أسطول البلطيق نحو سباستوبول في البحر الأسود.