تتزايد حدة التوتر بين موسكو و الدول الأوروبية التي كثّفت من اتصالاتها إثر التطورات المتواترة داخل أوكرانيا، خاصة بعد قرار روسيا إرسال قوات عسكرية لشبه جزيرة القرم لحماية مواطنيها على خلفية أعمال العنف التي تعرف المنطقة مع التمسك بلغة الحور لاحتواء الأزمة. خلّف قرار روسيا حماية مواطنيها بشبه بجزيرة القرم، حيث أكّد الرئيس الروسي فلادمير بوتين حماية مصالحها ومصالح مواطنيها والمواطنين الأوكرانيين الناطقين بالروسية في المنطقة في حال انتشار أعمال العنف بها، وتفاديا للتصعيد بكييف التي تعرف منذ إسقاط نظام الرئيس فيكتور يانوكوفيتش وتصاعد حدة المواجهات بين الأطراف المؤيدة للبقاء تحت قبة روسيا و الجهات المطالبة بالولاء للقوى الأوروبية، وأكدت موسكو على لسان مندوبها الدائم لدى الأممالمتحدة فيتالي تشوركين على ضرورة العمل لاستعادة الاستقرار إلى أوكرانيا وإعادة الوضع إلى الأطر السياسية الدستورية للخروج من الأزمة السياسية الحادة التي تعرفها البلاد، ونقلت وكالة الأنباء “رايانوفوستي” أمس عن تشوركين قوله أن “موسكو تشدّد على ضرورة العودة إلى اتفاق ال 21 فيفري الماضي بين الرئيس الأوكراني وزعماء المعارضة وتطبيق فكرة تأليف حكومة وحدة وطنية وقف التعامل مع الخصوم السياسيين”. كما توالت ردود الأفعال المتسارعة بخصوص الأوضاع التي تمر بها أوكرانيا، حيث دعت الدول الأوروبية أمس موسكو الى التراجع عن قرارها القاضي بالتدخل العسكري في شبه جزيرة القرم و اعتماد لغة الحوار لاحتواء الأزمة سياسيا، في الوقت الذي كثّفت فيه الدول الكبرى اتصالاتها تخوفا من عودة الهيمنة الروسية على شبه جزيرة القرم جنوبأوكرانيا التي كانت إقليما روسيا حتى سنة 1954 عندما قرّر الزعيم السوفياتي نيكيتا خروتشوف ضمه إلى جمهورية أوكرانيا السوفياتية. وكان مجلس الأمن لمنظمة الأممالمتحدة عقد اجتماعا طارئا مساء أمس الأول دعا فيه أعضاء المجلس جميع الأطراف المعنية بالأزمة في أوكرانيا إلى تبني حوار شامل يتبنى كل الانتماءات المكونة للمجتمع الأوكراني وتفادي تصعيد الأحداث والمواجهات الخطيرة التي تعيشها المنطقة. اجتماعات مكثّفة ودعوات لاحتواء الأزمة الأوكرانية سياسيا وبهدف إيجاد مخرج سلمي للأزمة الأوكرانية دعا حلف شمال الأطلسي “ناتو” إلى عقد “اجتماع أزمة” لمجلس الحلف أمس بمقره في بروكسل لمناقشة الوضع بكييف، وقال الأمين العام للحلف أندرس راسموسن أن حلفاء الناتو ينسقون عن كثب بشأن الوضع الخطير في أوكرانيا، حيث عقد ممثلو دول حلف الأطلسي ال28 اجتماعا في بروكسل للتشاور حول الوضع الخطير الذي تمر به أوكرانيا والتنسيق عن قرب بين كل الأطراف المعنية بالأزمة، والتشاور مع ممثل أوكرانيا لدى حلف شمال الأطلسي في إطار لجنة الناتو و أوكرانيا، وبهذا الخصوص أكّدت كاثرين أشتون المفوضة الأوروبية السامية للشؤون الخارجية و الأمن عقد اجتماع خاص لوزراء الخارجية الأوروبيين في بروكسل اليوم متبوع بلقاء يجمعها بوزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف، قبل أن تتوجه الأربعاء إلى العاصمة الأوكرانية كييف كما أضافت. على صعيد آخر تعالت الأصوات الدولية الداعية لإيجاد حل سياسي للأزمة الأوكرانية، حيث كشف الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون أنه ناقش هاتفيا الوضع في كييف مع الرئيس الروسي فيلاديمير بوتين ووقفا عند التطورات التي يشهدها البلد، معربا عن قلقه من صعوبة إيجاد حل وسط لمسألة وحدة وسيادة وسلامة الأراضي الأوكرانية، مشددا على حتمية استعادة الهدوء إلى المنطقة، مناشدا الرئيس بوتين المشاركة بشكل عاجل في حوار مباشر مع السلطات في كييف، وهو ما شدد عليه الرئيس الأمريكي باراك أوباما الذي أعرب في اتصال هاتفي بالرئيس الروسي عن قلقه البالغ إزاء انتهاك روسيا لسيادة أوكرانيا وسلامة ترابها، ودعا الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند نظيره الروسي إلى تجنب استخدام القوة العسكرية في أوكرانيا مؤكدا في اتصال هاتفي مع فلادمير بوتين على ضرورة تفادي اللجوء إلى القوة والبحث مع المجتمع الدولي عن حل سلمي للخروج من الأزمة.