أقدم، صبيحة أمس، مئات الشباب بدائرة حاسي مسعود على غلق أبواب الصالون الدولي لمنتجي وموردي الخدمات البترولية الذي تعطل افتتاحه، بسبب قطع المحتجين للطريق المؤدي إليه بواسطة الحجارة وجذوع الأشجار، وكذا منع العارضين من الولوج إلى داخل. عطّلت هذه الحركة الاحتجاجية حركة المرور في وجه ممثلي أكثر من 400 مؤسسة مشاركة من 25 دولة، على رأسها الولاياتالمتحدةالأمريكية، ألمانيا وفرنسا، إلى ما بعد منتصف النهار بسبب إصرار الشباب على حضور الوالي شخصيا لطرح انشغالاتهم، فيما تدخل رئيس الدائرة ورئيس المجلس الشعبي البلدي لتهدئة الأوضاع ومحاولة إقناع المحتجين الغاضبين بضرورة فتح أبواب المعرض للوافدين والأجانب. وحملت مطالب المحتجين دعوات للتدخل من أجل حل مشكلة تجميد مشاريع الإسكان والتعمير بحاسي مسعود، إضافة إلى ضرورة الإسراع في عملية توزيع الأراضي الفلاحية التي تبقى حلم الشباب للخروج من شبح البطالة في ظل فقدانهم الأمل في الظفر بمنصب شغل في المؤسسات البترولية التي نادوا بمحاسبة المسؤولين فيها على تعقيدهم الأوضاع في ملف يعتبر قنبلة موقوتة، كثيرا ما أخرجت البطالين للشارع، وسط حديث عن تجاوزات القائمين على الوكالة المحلية للتشغيل وتلاعبهم بالمناصب لفائدة أشخاص آخرين من خارج الدائرة، وإتباعهم لسياسة المحسوبية والمفاضلة في الانتقاء ومنح كشوف العمل. كما حملت دعوات الشباب ضرورة فتح تحقيق على مستوى القسم الفرعي للفلاحة، لكشف تجاوزات منح نساء لا ينتمين للمنطقة وتمكنّ من الحصول على قطعة أرضية في إطار الاستثمار تصل ل 250 هكتار، وهو ما زاد من تأجيج الوضع، قبل أن يقدم رئيس الدائرة و”المير” وعودا بإمضاء محضر تعهد مع المحتجين يقضي بتنظيم لقاء عاجل مع والي الولاية لطرح انشغالاتهم المتعلقة ب«الثلاثية”: سكن، شغل، فلاحة، الأمر الذي جعل المحتجين يسمحون بفتح أبواب المعرض الذي تأخر تدشينه إلى ما بعد منتصف النهار، مهددين بمعاودة غلقه في حالة تنصل المسؤولين عن التوقيع على وثيقة التعهد.