تتوالى الفضائح على مستوى التسيير الرسمي للإعلام الرئاسي بسبب رداءة القائمين عليه، ووصل الأمر حتى إلى تزييف ما يقوله وزير خارجية أعظم دولة في العالم، ويتمّ التزييف والوزير الأمريكي ما يزال على أرض الجزائرǃ منذ سنوات ونحن نندد بالرداءة المستفحلة في الإعلام الرسمي وفي الإعلام الحكومي وقد وصل حال هذه الرداءة إلى حد المساس بالأمن المعنوي للأمة. كنا نصرخ من ظاهرة التسيير الأمني للإعلام ومؤسسات الإعلام ونقول: إن بناء إعلام وطني قوي يؤدي دوره في إعلام المواطن ومراقبة أداء مؤسسات الدولة لا يمكن أن يتم بالتسيير البوليسي للإعلام. لكن الظاهر أن تراجع السيطرة الأمنية على الإعلام الحكومي الرسمي مؤخرا قد أدى إلى عملية تدهور إضافي للحالة الإعلامية، وإلا لما حدث ما حدث في التعامل مع أخبار مرض الرئيس إلى درجة أن ”قناة إبليس” حوّلت إعلامنا الرسمي الرئاسي إلى أضحوكة عالمية.ǃ كيري قال: ”إن بلاده تتطلع إلى انتخابات حرة في الجزائر، وتتمنى أن يمارس الجزائريون مستقبلا حقوقهم، ”ومعنى هذا الكلام أن الحاضر والماضي لم يوفر للجزائريين حرية الانتخاب؟ǃ ولكن إعلام البؤس والرداءة لا يفهم ما يقوله الأمريكان أو لا يريد أن يفهم؟ǃ ولذلك حوّل الإعلام الجزائري البائس كيري إلى لجنة مساندة للرئيس. ومن طرائف إعلام الرداءة عندنا: أن منظمة صحافيون بلا حدود أصدرت بيانا دعت فيه كيري إلى حث الحكومة الجزائرية على رفع التضييق عن الإعلام في الجزائر.. ونفس الشيء بالنسبة للإعلام في المغرب الشقيق.ǃ ولكن الإعلام البائس عندنا نشر ما قاله صحفيون بلا حدود عن المغرب ولم يتحدث عن الذي ذكر حول الجزائر؟ǃ وزير الإعلام الحالي قال: إنه سينجز مؤسسة ”أونساج” إعلامية تبيع الأخبار الرسمية وغير الرسمية..ǃ ربما الوزير على حق.. فمؤسسة الرئاسة الآن يبيع موظفوها الأخبار للقوات الخاصة تحت الطاولة أو يسرّبونها لأن هذه القنوات يمتلكها أبناء وزوجات وأصحاب هؤلاء الموظفين، بل وتقوم بغسيل الأموال التي يحصلون عليها من عمليات الفساد. حدّثني أحد الذين كانوا من زبانية الوزير السابق للإعلام، بأن الوزير عيّن في منصب حساس بالوزارة أحد المبعدين من منصب إعلامي حساس، وعندما سئل عن سبب هذا الفعل قال: إنه أوصى عليه الكاتب الخاص للرئيس.ǃ ولا يمكن عدم تعيينه وكل ما يمكن فعله هو تعيين مجموعة من ”نتاعنا” في جرته.ǃ هكذا يعيّن المسؤولون في قطاع حساس مثل الإعلام ولذلك عششت فيه الرداءة ووصل الحال إلى حد تزوير تصريحات وزير خارجية أعظم دولة في العالم.ǃ نحن في قطاع الإعلام محظوظون، لأن كاتب الرئيس هو الذي يعيّن لنا المسؤولين في الإعلام، لأن القطاعات الأخرى قد يكون سائق الرئيس وحاجبه و”الجاردينيي” وعاملة النظافة هم الذين يعيّنون المسؤولين فيها.ǃ ومادامت كل مؤسسات الدولة معطلة ولا تقوم بأي دور في إبراز النخب ويوكل الأمر إلى مثل هذه النماذج، فلا تنتظروا إلا حالة أسوأ من حالة التسيير الأمني للإعلام من طرف الكاميرات؟ǃ إنني لست تعبانا فقط إنني أكاد أنفجر غيظا على سمعة البلد.