دخلت كتيبة السيليساو نهائيات كأس العالم في فرنسا عام 1938، وكانت الآمال المعلقة عليها كبيرة، لا سيما بالنظر لمردود “ليونيداس” الذي لقب بالجوهرة السوداء قبل ظهور مواطنه “بيليه”، حيث كان البرازيليون يمنون النفس بكسب الرهان العالمي، وكانوا يعولون على هدافهم الخارق لبلوغ هذا المبتغى. وخاضت الكتيبة البرازيلية مواجهة صعبة ثانية في الدور ربع النهائي أمام منتخب تشيكوسلوفاكيا، حيث عانت “الأماريلينيا” الأمرّين بعد طرد اثنين من لاعبيها، ولم تتمكن من إدراك هدف التعادل (1-1) إلا بشق الأنفس وبفضل نجمها ليونيداس، والذي أبدع أمام أنظار العالم بحركة بهلوانية جديدة سميت لاحقا بضربة المقص، وقد نال النجم البرازيلي بعد هذه المباراة ثناء المتتبعين وأثار دهشتهم، حيث كتب عنه الصحفي رايمون تورماجين في مجلة “باري ماتش” قائلا: “إنّه لاعب استثنائي، له القدرة على التحكم في الكرة سواء كانت هوائية أو أرضية، كما يستطيع مفاجأة الخصم بتسديدات قوية غير منتظرة، عندما يسجل “ليونيداس” الهدف، يعتقد المرء أنّه يحلم”. قرّر المدرب البرازيلي، إيديمار بيمينتا، إراحة لاعبيه الأساسيين خلال المواجهة الثانية ضد تشيكوسلوفاكيا، ولم يعتمد في ذلك النزال سوى على نجمه ليونيداس. وقد تأتى الفوز للسيليساو في الختام بنتيجة (2-1)، وتأهل إلى المربع الذهبي عن جدارة واستحقاق، لكن لاعبه الفذ تعرض للإصابة. غاب “ليونيداس” عن مباراة نصف النهائي ضد أبطال العالم الإيطاليين، وشاهد هزيمة رفاقه بنتيجة (2-1) من المدرجات، بيد أنه تعافى بسرعة من الإصابة، واستطاع المشاركة في موقعة تحديد المركز الثالث أمام السويد (4-2)، حيث سجّل هدفين وساهم في تسجيل هدف ثالث، ليضمن بذلك اعتلاء السيليساو منصة التتويج للمرة الأولى في تاريخه، فقد وقع ليونيداس 7 أهداف في تلك النهائيات، ونال بذلك جائزة الحذاء الذهبي وسط احتفالات صاخبة.