يعتبر أولدريخ نيجيدلي واحدا من ألمع وأفضل ما أنجبت الملاعب التشيكوسلوفاكية، وكان نجم منتخب بلاده في الثلاثينات إلى جانب المدافع الأيسر انطون بوتش. ورغم أن نيجيدلي كان لاعب وسط يشغل الجهة اليسرى إلا أنه كان هدافا محنكا، نادرا ما يضيع الفرص، كما كان صانع ألعاب متألقاً يجيد التمريرات الدقيقة في اتجاه زملائه المهاجمين. بدأ نيجيدلي مشواره مع منتخب تشيكوسلوفاكيا في 14 جوان 1931، في مباراة منتخب بلاده ضد بولندا (4-0). وشارك نيجيدلي مع تشيكوسلوفاكيا في مونديال إيطاليا 1934، وكان أحد نجوم النهائيات بفضل تألقه كصانع ألعاب وهداف في آن واحد، وقاد منتخب بلاده بفعالية في الدور الأول، وتمكن من منحه الفوز في المباراة ضد رومانيا (2-1) بتسجيله هدف الفوز. وتألق نيجيدلي مجددا في مباراة الدور الثاني أمام سويسرا، وجدد الموعد مع الشباك في مباراة الدور نصف النهائي أمام المانيا وتمكن من تسجيل هدفين مساهما في فوز منتخب بلاده (3-1) في هذه المباراة، وبلوغها المباراة النهائية أمام ايطاليا. وإذا كان منتخب تشيكوسلوفاكيا خسر المباراة النهائية، فإن نيجيدلي عوض عن ذلك بتتويجه هدافا لهذه النسخة برصيد أربعة أهداف. وشارك نيجيدلي في نهائيات فرنسا بعد أربع سنوات، بعد أن صار أكثر نضجا تكتيكيا وأخذ تجربة دولية لا يستهان بها، وكان يأمل في ترجمة ما اكتسبه إلى الواقع مع منتخب بلاده، إلا أن نجم تشيكوسلوفاكيا لم يسعفه الحظ وخرج من المنافسات من الباب الضيق. فبعد أن أدى مباراة الدور الأول بتألق أمام هولندا (3-صفر) وسجل أحد أهداف منتخب بلاده الثلاثة، كان الموعد في الدور الثاني مع مباراة اعتبرت قمة مباريات الدور الثاني ضد البرازيل. وشهدت هذه المباراة أحداث عنف كثيرة داخل الميدان، حيث لعبها الطرفان بقوة كبيرة وكانت التدخلات القوية والعنف الظاهر السمة الرئيسية فيها، وبعد أن تقدمت البرازيل بهدف لليونيداس، تمكن نيجيدلي من إدراك التعادل لتشيكوسلوفاكيا غير أنه خرج من الملعب محمولا بعد تعرضه لكسر في ساقه. وانتهت هذه المباراة التي شهدت طرد ثلاثة لاعبين وإصابة عدد كبير منهم من المنتخبين بالتعادل (1-1) وكان لزاما إقامة مباراة ثانية فاصلة بين المنتخبين اليوم التالي، وغاب نيجيدلي المصاب عنها وتمكنت فيها البرازيل من تحقيق الفوز (2-1) وإقصاء تشيكوسلوفاكيا من هذا الدور. ولعب نيجدلي 44 مباراة دولية سجل خلالها 29 هدفا ووضع حدا لمشواره مع المنتخب في 4 ديسمبر 1938 بعد المباراة ضد رومانيا (6-2) في براغ. وكان لنيجدلي مشوار زاخر كذلك مع ناديه سبارتا براغ حيث نال معه ثلاث مرات لقب البطولة المحلية (1932 و1936 و1938)، كما توج معه بكأس ميتروبا (دوري أبطال أوروبا حاليا) عام 1938 ولأن تشكيلة سبارتا براغ كانت تتكون في معظمها من لاعبي المنتخب الأول بقيادة نيجيدلي فإنها تمكنت من تحقيق نتائج باهرة على الصعيدين المحلي والقاري وكانت ندا قويا لأندية أوروبية عريقة أمثال فيورنتينا وجوفنتوس الإيطاليين وفيينا النمسوي وفرنسفاروش المجري. ولعب نيجيدلي 241 مباراة مع فريقه سجل خلالها 391 هدفا، منها 148 ضمن الدوري المحلي. وشاءت الأقدار أن يرحل نيجيدلي قبل أيام قليلة من انطلاق مونديال إيطاليا 1990، تاركا وراءه رصيدا زاخرا لازال يشهد على إبداعات هذا الفنان.