برز الجوهرة السوداء ليونيداس في فترة ما قبل الحرب العالمية الثانية. ولعل العوامل السياسية في تلك الفترة كانت من الأسباب الأساسية التي جعلت اسم هذا اللاعب الفنان يغيب بالسرعة نفسها التي ظهر بها، ولم يبق في ذاكرة العالم تقريبا أي صورة عنه. وصار ليونيداس أسطورة البرازيليين، ولا يزال الأجداد يقصون مغامراته للأحفاد، ويحكون قصة جوهرة سوداء قفز عاليا وبضربة مقصية نادرة أسكن الكرة في الشباك، ويختمون قصصهم بذكر اسم هذا الفنان الذي كان أول من اكتشف هذه التسديدة، فصار يلقب بالجوهرة السوداء قبل أن يكتشف "بيلي" الميادين الخضراء وجاذبيتها. انضم إلى أقوى الأندية في البرازيل مثل بوتافوغو وفلامينغو وفاسكو دي غاما ثم ناسيونال مونتيفيديو الأوروغوياني. انضم إلى المنتخب وهو في سن الثامنة عشرة في عام 1931، في نهائيات فرنسا 1938، انفجرت موهبة الجوهرة السوداء، وأظهر إمكانياته العالية فأبهر المتتبعين بما يملكه من قدرات. وبعد أن تجاوز البرازيليون الدور الأول التقوا في ثمن النهائي نظراءهم البولنديين، وكانت هذه المباراة تاريخية لليونيداس الذي تمكن من تسجيل هدفين في الوقت الرسمي وسمح لمنتخب بلاده بالتقدم.غير أن المنتخب البولندي وفي عز الفرحة البرازيلية تمكن من إدراك التعادل ليلعب المنتخبان وقتا إضافيا دخله ليونيداس حافيا بعد أن سئم انتعال الأحذية الرياضية التي كانت ثقيلة في ذلك الوقت، قبل أن يتنبه الحكم لذلك ويأمر اللاعب البرازيلي بانتعالها. وبإرادة فولاذية، ممزوجة بالفنيات العالية، والمهارات الخارقة تمكن نجم البرازيل الأول من قيادة منتخب بلاده إلى الفوز 6-5 بعد أن سجل هدفا آخر في مرمى بولندا. في الدور ربع النهائي، واجهت البرازيل منتخب تشيكوسلوفاكيا القوي في بوردو، ورغم طرد الحكم للاعبين برازيليين إلا أن ذلك لم يمنع المنتخب الذهبي من الصمود، وكان ليونيداس طبعا هو قائد الجوقة وافتتح باب التسجيل لفريقه، غير أن المنتخب التشيكوسلوفاكي تمكن من التعديل، وهي النتيجة التي انتهت عليها المباراة، فكان لزاما إعادتها في اليوم التالي. وفي المباراة المعادة أعاد ليونيداس الكرة وسجل هدف التقدم لمنتخب بلاده الذي أنهى اللقاء في مصلحته 2-1، وتأهل إلى الدور نصف النهائي. في هذا الدور التقت البرازيل منتخب إيطاليا، ولأن المدرب البرازيلي آديمار بيمونتا استخف قليلا بإمكانيات المنتخب المنافس، وكان تقريبا ضامنا التأهل، أراد أن يريح نجم المنتخب الأول ليونيداس، والاحتفاظ به للمباراة النهائية. غير أن الرياح جرت بما لا تشتهي سفن فناني السامبا، وتمكن المنتخب الإيطالي من قلب كل التكهنات، وقضى على أحلام لاعبي وجمهور المنتخب البرازيلي بفوزه عليه 2-1. المدرب الإيطالي بوتزو قالها صراحة بعد اللقاء "كان مستحيل على منتخبي الفوز في هذا اللقاء لو لعب ليونيداس". واكتفت البرازيل بالمركز الثالث بعد فوزها على السويد 4-2، وتمكن ليونيداس من تسجيل هدفين، وتوج هدافا للمونديال برصيد 8 أهداف. غير أن اندلاع الحرب العالمية الثانية حرمت الجماهير من فنيات هذا اللاعب، الذي بقيت إبداعاته محصورة داخل البرازيل حيث تذوق كل الألقاب المحلية حتى منتصف الأربعينات. وبعد أن قاد مشوارا رائعا كلاعب تفرغ بعد اعتزاله للصحافة الرياضية، قبل أن ينتهي به المطاف داخل دار للعجزة بالقرب من ساو باولو، ولا يزال حتى الآن يفتخر بمشواره الرائع.