صوت 7,3 مليون ناخب في شرق وجنوب أوكرانيا بالأغلبية الساحقة على الانفصال، بنسبة فاقت 90% في استفتاء شعبي أجري أمس وبنسبة مشاركة فاقت 74%، لتسير بذلك منطقة “دومباس” الصناعية (أكثر من 30% من الدخل القومي الأوكراني) على خطى شبه جزيرة القرم التي عادت إلى روسيا في استفتاء مشابه، إذ يرى المراقبون أن المرحلة القادمة قد تشهد طلب انضمام المناطق المنفصلة حديثا عن أوكرانيا إلى الاتحاد الروسي، وإن كان رئيس لجنة الانتخابات رومان لياغين أكد في تصريح صحافي أنه لن تكون هناك دورة ثانية للاستفتاء حول مسألة اندماج مقاطعة دونيتسك مع مقاطعة لوغانسك المجاورة أو انضمامها إلى روسيا، مع أنه وصف هذه الفكرة بالخطوة المناسبة. وأكد لياغين أن “جمهورية دونيتسك” لن تطلب من القوات الروسية التدخل، مضيفا أن سكان الجمهورية سيدافعون عن أنفسهم بأنفسهم، مشيرا إلى أن إنشاء جيش لمواجهة القوات الأوكرانية سيكون الخطوة التالية من قبل السلطات المحلية. ونددت معظم الدول الأوروبية بالاستفتاء واعتبرته غير شرعي، ما دفعها إلى سن المزيد من العقوبات ضد روسيا، في إشارة إلى أن موسكو تقف وراء دعم الانفصاليين، فقد تقرر إضافة توسيع قائمة الشخصيات والشركات الروسية المعاقبة. من جانبه، رحب الكرملين بالنتيجة وأعرب عن احترامه لإرادة الشعب الذي عبر عن قرراه عبر الاستفتاء، فيما أعلن وزير خارجية ألمانيا فرانك ولتر شتينماير عن زيارة طارئة إلى كييف اليوم الثلاثاء لفتح “حوار وطني” بين الحكومة والانفصاليين، بحسب ما أورده الناطق باسم وزير خارجية ألمانيا الذي أكد أن الزيارة تدخل في “دعم جهود منظمة الشراكة والأمن الأوروبي”، وتسعى برلين للضغط على موسكو لإنجاح الانتخابات الرئاسية التي ستجري في أوكرانيا في 25 من الشهر. غير أن روسيا لا ترى في مثل هذا الحوار جدوى، باعتبار أنها ظلت تدعو إلى حوار ثنائي مباشر بين حكومة كييف وممثلي المناطق الداعية للفيدرالية بدلا من الحوار الرباعي المقترح بين موسكو، واشنطن، الاتحاد الاوروبي وكييف، بحسب تصريحات سابقة لوزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف. وفي السياق ذاته، وصف دميتري بيسكوف الناطق الصحفي باسم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الاتهامات التي توجهها الولاياتالمتحدة والاتحاد الأوروبي إلى روسيا بأنها “غباء سافر”. وتساءل لماذا لم يعمل الغرب على الحيلولة دون استخدام الآليات العسكرية ضد المدنيين في مدينتي سلافيانسك وكراماتورسك. واعتبر أن الولاياتالمتحدة ودول الاتحاد الأوروبي غير مهتمة بتنفيذ الاتفاقيات الموجودة لتسوية الأزمة الأوكرانية، وأن الشيء الأهم بالنسبة لها هو إجراء الانتخابات الرئاسية في البلاد من أجل شرعنة الانقلاب الذي نظمته سابقا.