تعكف مجموعة الأحزاب المنضوية في إطار ”قطب التغيير” على إعداد أرضية سياسية خاصة بها سيتم المصادقة عليها في اجتماع يعقد يوم الأحد المقبل وفق ما ذكرته شخصيات من القطب. ويأتي ذلك في وقت طرحت فيه التنسيقية من أجل الحريات والانتقال الديمقراطي أرضيتها السياسية، ما يطرح تساؤلات جدية حول قدرة المعارضة في الجزائر على توحيد رؤيتها السياسية رغم اتفاقها على هدف التغيير. عقدت أحزاب ”قطب التغيير” اجتماعا أول أمس بمقر حركة الإصلاح الوطني لبحث مستقبل هذه الكتلة التي تحالفت قبل الرئاسيات على مساندة المترشح علي بن فليس، وتحاول الاستمرار في العمل المشترك بعد الرئاسيات رغم حالة التململ الذي عرفته مؤخرا بعد إعلان عدد من الأحزاب طلاقها من القطب وتفضيلها لخيار الانخراط في مشاورات الدستور التوافقي التي أطلقتها السلطة. وقال جهيد يونسي رئيس حركة الإصلاح الوطني إن قطب التغيير يهدف في المرحلة المقبلة إلى ”الانفتاح على شخصيات سياسية وعلمية ودعوية، من أجل بلورة أرضية سياسية متينة تضع المبادئ والآليات التي تحكم تصور القطب لحل الأزمة السياسية في البلاد التي خلفتها الانتخابات الرئاسية”. وأوضح يونسي أن معالم الأرضية ستحافظ على بيان تأسيس قطب التغيير الذي دعا إلى عدم الاعتراف بنتائج الانتخابات الرئاسية والتعامل مع السلطة على أنها أمر واقع، وعدم المشاركة في هياكل السلطة والسعي إلى الحوار من أجل إعادة بناء الشرعية من بوابة الإدارة الشعبية وليس منطق المحاصصات. وأضاف يونسي أن هذه الأرضية ستفتح على الغير من أحزاب وشخصيات ومبادرات سياسية أخرى مطروحة على الساحة. وحول ما إذا كانت ستعرض على شخصيات وطنية على غرار رؤساء الحكومات السابقين، قال إن هؤلاء يعتبرون أنفسهم أقطابا ولا يمكنهم دعم أو الانخراط في أي مبادرة أخرى غير تلك التي تصدر عنهم. من جانبه، صرح جمال بن عبد السلام رئيس جبهة الجزائر الجديدة وأحد قادة قطب التغيير أن هذه الأرضية الجديدة لا تعني الانغلاق على باقي المبادرات المطروحة، خاصة تلك التي تدعو لها التنسيقية من أجل الحريات والانتقال الديمقراطي. وفي هذا الصدد ذكر أن الدعوة لم تصل إلى غاية اليوم (أمس) إلى قطب التغيير للمشاركة في ندوة الانتقال الديمقراطي. وقال بن عبد السلام إن جوابهم على المشاركة في الندوة سيتوقف على طبيعة الدعوة التي سيتلقونها، إن كانت من أجل الحضور أو المشاركة الفاعلة بالرأي. ورأى المتحدث في كثرة الأرضيات والمبادرات المطروحة على الساحة دليل تنوع في الأفكار وليس فرقة أو تنافر، ما دام الكل متقاربا في تشخيص الوضع الحالي للبلاد على كل المستويات. وأضاف أن التحدي اليوم يكمن في كيفية جمع هذه الأفكار في أرضية واحدة تستطيع التأثير وتكون قوة إيجابية في المجتمع. ويطرح انخراط قطب التغيير في مسار معارض خاص به، تساؤلات حول إمكانية حضوره في ندوة تنسيقية المعارضة التي ستعقد يوم 10 جوان القادم، خاصة أن رهان التنسيقية كان كبيرا في استقطاب علي بن فليس في الندوة، حتى تحقق الصدى المأمول من وراء عقدها وتبرز للسلطة أن هناك إجماعا في المعارضة على وجود أزمة سياسية تستدعي الانتباه إليها.