❊ استقرت بنا الجولة عبر محلات الحلاقة الرجالية في العاصمة عند الحلاق عبدلي موسى الذي قال بأنه مارس هذه المهنة منذ 1999 في عدّة دول مثل إسبانيا وفرنساوتونس، وأصبح مُجبرا على متابعة أخبار نجوم كرة القدم لرصد تسريحات الشعر، لأنها أضحت قُدوة جُل الشبان الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و25 سنة. ويقول موسى إن هؤلاء الفتيان والشبان يقصدون محله لتقليد نجومهم المفضلين، وبالنسبة إليه فإن التسريحة الأكثر طلبا هذه الأيام هي تسريحة الإسباني فرناندو توريس، والبرتغالي نجم نادي ريال مدريد كريستيانو رونالدو، وحارس المنتخب الوطني السابق فوزي شاوشي، والبرازيلي نيمار.. فضلا عن التسريحة الجانبية التي ظهرت في فرنسا سنة 2007. مونديال جنوب إفريقيا كسر حاجز الخجل ويُضيف موسى أن خروج لاعبي المنتخب الوطني في مونديال جنوب إفريقيا إلى المستطيل الأخضر بشعور صفراء وتسريحات مختلفة، كسر حاجز الخجل لدى الكثير من مناصري ومحبي “الخضر”، وقتها لم يترددوا في الاقتداء بهم. ولا يخفي موسى شعوره ببعض الإحراج عندما يطلب منه أحدهم تسريح شعره بتسريحة غريبة عن المجتمع الجزائري، خاصة تلك التي تحتوي رسومات شبيهة بالوشم، مُضيفا أن التسريحة تنسب إلى اللاعب الإسباني ونادي تشيلسي الإنجليزي، فرناندو توريس، والتي تعود في الأصل إلى المحاربين الإسبان. وسألت “الخبر” موسى عن تأثير الجانب الديني في تسريحات الشعر التي يرسمها على رؤوس الفتيان والشبان المولعين بتقليد نجوم الساحرة المستديرة، يقول “كجزائريين يتوجب علينا تجنب هذه التسريحات المشبوهة والتي لا يعرف الكثير منا دلالاتها”، مُشيرا إلى أنه حدث وشاهد طرد المصلين لشاب من أحد المساجد في العاصمة لأنه حلق شعره بطريقة غريبة”. فتيان يحوّلون رؤوسهم إلى مساحة للرسم أثناء تواجدنا في ضيافة نسيم الحلاق بحي الأبيار دخل شاب متخذا من شعره قطعة قماش يرسم فيها ما يشاء، فتسريحاته، كما قال، من إبداعه وليست مستنسخة من مشاهير لاعبي كرة القدم، مضيفا بأنه يُغيّر تسريحة شعره كل أسبوعين. ويضيف نسيم أنه اختار تسريحة لاعب ريال مدريد الويلزي غاريث بيل، ليسقطها على شعره، وأصبحت رائجة لدى شباب “الحومة”. أما الطالب الجامعي زين الدين، فقد استوحى تسريحته من صفحة خاصة على الفايسبوك، بعدما أرسل موديل التسريحة إلى صديقه الحلاق لإسقاطها على شعره بحذافيرها. 150 دينار للتسريحة وبشأن أسعار التسريحات مع باقي الدول، يقول موسى الحلاق إن سعرها جد منخفض في الجزائر مقارنة مع جيراننا في تونس على سبيل المثال، أو في فرنسا التي يحسب لها الزبون ألف حساب لأنها غالية، عكس الجزائريين الذين يذهبون إلى الحلاق وقتما شاؤوا. ويقول هاشم، وهو جزائري يقيم في تونس، إن معظم الشبان التونسيين يحلقون رؤوسهم تيمنا باللاعبين، وأن سعر التسريحة في أحياء تونس الشعبية لا تقل عن 300 دينار جزائري، فيما يرتفع ويصل إلى حولي 1300 دينار في الأحياء الراقية مثل حي المنزه. لاعبون يتميزون بتسريحاتهم لا بمهاراتهم ويجمع من تحدثت إليهم “الخبر” من حلاقين وزبائن أن الكثير من نجوم الكرة ازدادوا شهرة بفضل تسريحات وقصات شعرهم، وليس بأدائهم فوق المستطيل الأخضر، وهو ما زاد من انتشارها في شرق وغرب الكرة الأرضية، فحيثما وليت وجهك وجدت الملايين من فتيان وشبان المعمورة يقلدون تلك التسريحات. وإذا كان من السهل تقليد بعض اللاعبين، فإنه من الصّعب على المناصرين تقليد بعض اللاعبين كالمدافع النيجيري “تاريبو ويست”، الذي خرج للجماهير بتسريحة ضفائر باللون الأخضر، ما استعصى على شبان بعض الدول تقليدها لأنها تتنافى وأسلوب عيشهم. ولعل نجم المنتخب الإنجليزي، دافيد بيكهام، أسر محبيه ليس فقط بمهاراته، بل بخرجاته من موسم لآخر بتصفيفة شعر جديدة، كتسريحة الشعر المجدول على الطريقة الإفريقية، أو قصة الشعر الأشعث. المونديال سيأتي بالجديد ويتفق المولعون بتسريحات الشعر على أن العُرس الكروي المقبل بمناسبة مونديال البرازيل سيزيد من كثرة المعروض من التسريحات بفضل كرم وجود اللاعبين على محبيهم، بألوان وأشكال جديدة تُضفي نُكهة خاصة على سحر الكرة المستديرة وتنوع ثقافات الشعوب التي ستجتمع في محفل واحد طيلة شهر كامل.