عقد رئيس الوزراء المتنازع عليه، أحمد معيتيق، المعين من طرف المؤتمر الوطني العام (البرلمان) والمحسوب على التيار الإخواني أول اجتماعات حكومته، بعدما تمكن من دخول مكتب رئيس الوزراء المؤقت، عبد الله الثني، الذي أكد بدوره أن ”الاقتحام تم بقوة السلاح وبالتالي يعتبر غير قانوني وباطل”، وذكر الثني عبر صفحته على موقع التواصل الاجتماعي أن معيتيق رفض ”الانصياع لقوة القانون باستخدام قوة السلاح”، في إشارة إلى أن قرار تثبيت معيتيق في منصبه في حاجة إلى قرار من المحكمة الدستورية الليبية، المنتظر أن تدلي بدلوها في القضية غدا الخميس. وأشار عبد الله الثني ومعه نائب المؤتمر الوطني العام، عز الدين العوامي أن المدافعين عن شرعية المؤتمر ”يدعون الدفاع عن الشرعية لكنهم أول من خرقها، بالنظر لاقتحامهم مقر رئاسة الوزراء دون انتظار قرار المحكمة الدستورية في الطعون المقدمة من طرف عدد من النواب المشككين في شرعية التوصيت على معيتيق”، مع الإشارة إلى أن عددا من نواب البرلمان الليبي تقدموا بطعون على قرار رئيس البرلمان نوري بوسهمين منح الثقة لحكومة معيتيق باعتباره فاقدا للنصاب القانوني. وقالت التقارير الإخبارية الليبية إن معيتيق عقد أول اجتماع مع مجموعة من وزرائه في مكتب رئيس الحكومة بالعاصمة طرابلس، بعدما تمكن من الدخول بمساعدة من مجموعات مسلحة حليفة للمؤتمر، فيما شدد في حديثه لوزرائه أن أولوية حكومته تنظيم الانتخابات المقررة في 25 من الشهر الجاري ومحاربة التطرف والإرهاب، مشيرا بقوله أن مهمة محاربة الإرهابيين ”تعود إلى الدولة وليس لأفراد لا صفة قانونية ولا شرعية لهم”، معتبرا في سياق حديثه أن ترك الأمر لغير مؤسسات الدولة من شأنه ”تعميق الأزمة في ليبيا”. وفي محاولة للرد على اتهامات خصومه الذين سارعوا للتنديد بما أسموه ”احتلال معيتيق لمكتب رئيس الوزراء”، على غرار ما صرحت به النائب عضو المؤتمر زينب التارغي، أكد معيتيق أن توليه مهامه بصفة رسمية جاء استجابة لطلب المؤتمر الوطني العام ورئيسه نوري بوسهمين الذي طالبه في خطاب رسمي بتولي مهامه لإنقاذ البلاد من الانفلات. في المقابل، جدد اللواء المنشق خليفة حفتر، قائد معركة ”كرامة ليبيا” ضد قيادة المؤتمر الوطني العام المحسوب على جماعة الإخوان المسلمين الليبية ومن يحالفه من الجماعات المسلحة المنتمية لتيار الإسلام السياسي، الاستمرار في حملته العسكرية، مشيرا إلى أنه خطط لأن تدوم ما بين ثلاثة أشهر إلى السنة، على أقصى تقدير، موضحا في حديثه لوسائل إعلام مصرية أنه يعوّل على مساعدة ”الأشقاء في مصر”، كما أكد أن معركته في ”ليبيا استمرار لمعركة المصريين ضد الإرهاب ونيابة عن العالم ضد التطرف”. وفي السياق ذاته، قالت مصادر ليبية مقربة من اللواء حفتر أنه بعد الإعلان الرسمي لفوز المشير عبد الفتاح السيسي بكرسي الرئاسة، يعتزم اللواء إطلاق معركة الحسم للإطاحة بقادة المؤتمر الوطني العام من التيار الإخواني ومعهم الجماعات المسلحة، فيما يرى المراقبون أن الطرفين يسعون لحسم الموقف قبل الانتخابات المنتظرة نهاية الشهر الحالي وتبعا لهذه المعلومات، أكدت مصادر إخبارية مصرية وصول وفد ليبي مكون من أربعة وزراء يقوده وزير الخارجية محمد عبد العزيز لبحث آخر التطورات مع مسؤولين مصريين. ميدانيا، دخلت المعارك بين طرفي النزاع مرحلة التصفيات الجسدية للقيادات العسكرية، فقد أكدت الأخبار مقتل كل من قائد حرس الأهداف الحيوية في منطقة ”سي فرج” والقيادي في معركة ”كرامة ليبيا” النقيب عزمى البرغثى بمدينة بنغازي شرق من قبل مسلحين مجهولين، فيما أكدت مصادر من الطرف الثاني محاولة اغتيال رئيس الأركان العامة للجيش الليبي اللواء ركن عبد السلام جاد الله العبيدي المعارض للواء حفتر. إلى ذلك، أعلنت مجموعة تابعة لتنظيم القاعدة تحت مُسمى ”أسود التوحيد” في جالو (شرق ليبيا) مشاركتها المعارك المقبلة التي سيخوضها ما يُسمى تنظيم القاعدة في مدينة بنغازي، بحسب ما أكده ناطق باسمها يدعى أبو مصعب العربي.