حسب جارٍ سكنُه متاخم للغرفة المنهارة، فإن عائلة غرباوي ضحية هذا الحادث الأليم المتكونة من الأب حسني 43 سنة، والأم سارة 39 سنة، والبنت فريال 5 سنوات، والابن محمد 3 سنوات كانوا نائمين على غرار كل سكان المبنى، وفي حدود الساعة الرابعة من صباح أمس وإثر انجراف التربة من الجبل المتواجد على مستوى أعلى من الغرفة التي تقيم فيها والتي استأجرتها بمليون سنتيم شهريا، تساقطت صخور تسببت في انهيار السقف الذي جعل كميات من التراب تغمر مكان النوم وتتسبب في ردم العائلة. ويقول الجار الذي كان على وقع الصدمة كغيره من سكان الحي الذي اهتز على وقع هذه الكارثة، إنه حين سمع هزة تشبه الزلزال هرع من غرفته الصغيرة ووقتَها لم ير سوى غبارا متطايرا من ناحية وغرفة جاره. وبعد طلبه النجدة سارع الجيران وسكان حي “كارطو” القديم لإنقاذ العائلة التي صارت تحت الأنقاض. وفي الوقت الذي اتصل فيه البعض بمصالح الأمن، حاول آخرون انتشال أفراد العائلة، ريثما حضرت مصالح الحماية المدنية التي أخذت بزمام الأمور. وفيما رواه محدثنا فإن الأب غرباوي حسني وقبل وفاته “كان يقول بصوت خافت “أسرعوا.. أسرعوا” وبعدها انتقلت روحه إلى بارئها، لتلتحق بروح صغيره محمد ذي 3 سنوات. وبالنسبة للأم سارة والبنت فريال فكانتا على قيد الحياة بعد الحادثة، ورغم محاولة أعوان الحماية المدنية إنقاذهما عن طريق الإسعافات الأولية، إلا أنهما توفيتا متأثرتين بالركام والغبار الساقط فوقهما. وبما أن كل السكنات المجاورة للحوش الذي شهد كارثة مقتل عائلة بأكملها قديمة وآيلة للانهيار، فإن قاطنيها أضحوا يعيشون وسط رعب كبير في ظل تخوفهم من وقوع ما حدث لجارهم الذي طالما اشتكى خوفه من الغرفة التي تؤويه وعائلته لكن دون جدوى. وجراء هذه الحادثة، نصب والي وهران عبد الغاني زعلان خلية أزمة يرأسها شخصيا مهمتها التكفل بباقي المواطنين المرعوبين من هول ما حدث وإحصاء السكنات المهددة بالانهيار.