لقي أمس في حدود الساعة ال3.30 صباحا ب37 شارع جرف الأبيض بمنطقة كارطو بحي قمبيطة بوهران، أفراد عائلة غربال الأربعة حتفهم، الأب غربال حسني، 40 سنة، والزوجة سارة، 29 سنة، والطفل محمد الذي يبلغ من العمر 3 سنوات، والطفلة فريال 5 سنوات التي فارقت الحياة فورا لحظة سقوط الصخرة على غرفة المنزل التي كانوا ينامون فيها. المنزل الذي تعرض للحادثة يتكون من غرفة واحدة تجتمع فيها العائلة في ظل أزمة السكن ورفض السلطات المحلية والمنتخبين إعادة إسكانهم، بالرغم من إقامتهم ببناية هشة ومهددة بالانهيار في كل لحظة، والشكاوى العديدة التي رفعوها إلى مختلف الجهات لكن دون رد. اهتز سكان البناية في الصباح الباكر بعدما سمعوا صراخ الأب والأم بعد سقوط صخرة عملاقة من أعلى الجبل على البناية الهشة التي يعود تاريخها إلى الحقبة الاستعمارية، ما جعل السكان يهرعون لإنقاد الضحية وزوجته وولديه وسط ذهول كبير من هول المأساة، حيث تم نقل الضحايا إلى مستشفى وهران بعد تدخل عناصر الحماية المدنية التي انتشلت أفراد العائلة بعدما فارقت الطفلة فريال الحياة بعين المكان، متأثرة بجروحها، فيما لفظ باقي أفراد العائلة أنفاسهم الأخيرة فور وصولهم إلى المستشفى. سكان البناية أكدوا ل”الفجر” أن المرحوم غربال حسني الذي كان يشتغل سائقا، كان يريد في صباح ذلك اليوم قبل أن يختطفه الموت ترميم غرفته وقام بشراء الإسمنت. لكن الموت الذي فاجأه كان أسرع منه بعدما لقي حتفه وهو يحتضن أولاده. وأضاف أحد الجيران أنه مند أسبوع قام الضحية بإيداع شكوى لدى مصالح الأمن الحضري الثالث بعد انهيار أجزاء من الجبل عليهم، لكن دون أن تحرك السلطات ساكنا، بالرغم من طرح العشرات من الشكاوى منذ السبعينيات. من جهته توجه والي الولاية، عبد الغني زعلان، فور سماعه الخبر، إلى عين المكان رفقة المير ومصالح الأمن التي حاصرت المكان لتفادي أي حوادث ضد المواطنين من سكان البناية، حيث قام بتفقد العائلات المقيمة في البناية ونصّب خلية أزمة لدراسة وضعية سكان البناية، قصد التكفل بهم وترحيلهم إلى سكنات جديدة، أمام احتجاج السكان ومطالبتهم بالرحيل أو الإقامة بخيم في الشارع. للإشارة فإن جثامين الضحايا ستوارى التراب بعد ظهر اليوم بعد نقلهم إلى ذويهم. سلطات بلدية وهران ترحّل سكان البناية المنهارة إلى حي الياسمين مباشرة بعد تنصيب خلية أزمة جراء الحادث المأساوي الذي راحت ضحيته عائلة غربال بحي كارطو، قامت السلطات المحلية لبلدية وهران بترحيل سكان البناية والتكفل بهم، بعد تخصيص شاحنات لنقل أمتعتهم نحو سكنات اجتماعية جديدة بحي الياسمين. بعدما أصرت تلك العائلات المتكونة من 15عائلة تقيم في البناية بشارع جرف الأبيض الإقامة في العراء، رافضة العودة إلى مساكنها خشية من تكرار سيناريو الانزلاق وبالتالي تلقى نفس مصير العائلة التي توفي كل أفرادها تحت الردم.