مقابل الاهتمام الدولي، وخاصة المجموعة الأوروبية، بالمناطق الرطبة والتنوع البيئي في ولاية الطارف، فإن هذه المتابعة الدولية يواجهها تقزيم محلي بواقع الكوارث الإيكولوجية التي تهدّد هذه المواقف الطبيعية، فقد اختتمت بجامعة الطارف، الأسبوع الماضي، أشغال الملتقى الدولي حول التنوع البيئي والمناطق الرطبة بمشاركة جامعيين وخبراء من الوطن وجامعات أجنبية، على غرار الجامعات الفرنسية من منبولييه وبرست وباريس وبوردو ونيس ومرساي، إلى جانب دكاترة من بعض الجامعات الإيطالية، والمغرب. وتمحورت مواضيع المؤتمر على تحسيس العلميين حول أهمية المحافظة على التنوع البيئي في المناطق الرطبة، من خلال مخطط عمل أمام التهديدات التي تواجه هذا المحيط والطبيعي. كما تناول المشاركون تبادل ومناقشة الإشكاليات المعالجة من قِبل العلميين الجزائريين والأجانب، في محاولة للإجابة على نداء يوم 22 مارس، الذي يصادف مناسبة اليوم العالمي للتنوع البيئي والانشغالات الكبرى للسنوات القادمة للوطن وكذا دول البحر الأبيض المتوسط. كما شكّل هذا المؤتمر الدولي ورشتين للأشغال: الأولى تتعلق بالعمل وتسيير من أجل المحافظة على التنوع البيئي من خلال التنمية المستدامة في ظل التغييرات المناخية، وتهتم الورشة الثانية بكيفية التسيير والمحافظة على المناطق الرطبة من التلوث. ولم تخرج المداخلات والمناقشات عن التحليل العلمي والطرح الأكاديمي، دون الغوص في الأوضاع المتردية والمخاطر التي عرّضت المناطق الرطبة وتنوعها البيئي إلى عديد الكوارث الإيكولوجية، كما هو سائد في المكونات الطبيعية البيئية بولاية الطارف. وغاب عن الملتقى المعنيون المحليون من رؤساء البلديات وجمعيات حماية البيئة، وخبراء محليون ينتقدون إهمال السلطات لهذه المواقع وما طالها من تخريب منظم. ودون المقاربة العلمية لهذا الجانب مع الواقع الحالي المزري للمناطق الرطبة ووسطها البيئي، فإن ما تمخّض عن هذا الملتقى من توصيات، ورغم أهميتها، تبقى مجرد إثراء علمي للموضوع دون مواجهة المخاطر التي تهدد التنوع البيئي والمناطق الرطبة في هذه الولاية، التي تحتضن أفضل المواقع البيئة على حوض البحر المتوسط.