شيّدت مدرسة العبّاد أيّام استيلاء المرينيين على المغرب الأوسط، من طرف السلطان أبو الحسن المريني، عندما استولَى على مدينة تلمسان والمغرب الأوسط، وبناها بقرية العباد سنة 747ه/1447م، فوق ربوة مطلّة على تلمسان إلى جانب روضة أبي مدين الغوث. وقد بنى السلطان أبو الحسن المريني المدرسة بعد إتمام الجامع الّذي بناه حول ضريح أبي مدين، وأشرف على بنائه عمّ ابن مرزوق الجدّ سنة 739ه/1339م. كما سمّيت المدرسة “المدرسة الخلدونية”. وتبعد المدرسة عن الجامع بنحو سبعة أمتار، وهي مبنية فوق ربوة صغيرة يصعد إليها بخمس عشرة درجة. وقد ذُكرت المدرسة من حيث التّأسيس والمؤسّس والأحباس الموقوفة عليها في اللّوحة الرخامية المثبّتة في مجسّم الدّعامة الأولى يسار بلاطة المِحراب العمودية في جامع “سيّدي بومدين” المجاور لها. وظلّت هذه المدرسة قائمة شامخة، تزاول وظيفتها نحو خمسة قرون من الزّمن، إلى عهد الاحتلال الفرنسي للجزائر؛ حيث قامَت الإدارة الفرنسية بتهديم هذا المَعلم المعماري الإسلامي الرّائع، بحجّة توسيع شبكة الطرق داخل المدينة، وشيّدت ساحة عمومية إلى جانبها سنة 1876م.