دعا عبد الكريم عبادة منسق ما يعرف ب”حركة تقويم جبهة التحرير الوطني”، فريق عبد الرحمان بلعياط باللجنة المركزية، إلى “التخلي عن ولائهم للأشخاص والتوجه اليد في اليد إلى مؤتمر، نريده سيدا ببرنامجه وقيادته”. قال عبادة في اتصال مع “الخبر”، إن كتلة القياديين ب”المركزية”، التي تريد عودة عبد العزيز بلخادم إلى الأمانة العامة، “مطالبة بالتخلي عن أنانيتها لمصلحة الحزب الذي هو بحاجة إلى تنظيم مؤتمره (العاشر المنتظر مطلع 2015)، في هدوء وسكينة وليس تحت ضغط الإملاءات. فعلى الإخوة الابتعاد عن عصبية الولاء للأشخاص، فالأشخاص يصلون إلى المسؤولية وبعد فترة طالت أم قصرت يرحلون عنها”. ويقصد عبادة بلخادم الذي عاد إلى الواجهة عشية دورة اللجنة المركزية التي عقدت في 24 جوان الماضي، مبديا رغبة في الرجوع إلى المنصب الذي غادره في نهاية جانفي 2013. ويمارس بلعياط ومجموعة كبيرة من أعضاء اللجنة المركزية، ضغطا كبيرا على الأمين العام عمار سعداني ومكتبه السياسي لتنحيته وانتخاب أمين عام جديد. ولم يكن ممكنا في اجتماع “المركزية” الأخير أن يتحقق لهم ذلك، بسبب سيطرة سعداني على مجريات الأشغال، إذ نجح في إبعاد احتمال فرض الصندوق لاختيار قائد جديد للحزب. لكن ذلك لم يثن بلعياط ورفاقه عن بلوغ هدفهم، إذ أعلنوا عن رفضهم “الأمر الواقع” وهم مصرون على عودة بلخادم إلى مكانه قبل المؤتمر العادي. وبخصوص هذا المسعى، قال منسق “التقويمية”: “هل يبحث هؤلاء عن مؤتمر مواز يفرز أمينا عاما جديدا؟ أم يريدون أن تفرزه اللجنة المركزية أم يرغبون في تعيينه بأنفسهم؟ إن كانوا يريدون ذلك فهي بدعة وأستبعد أن يتحقق لهم هذا الأمل، لأن انتخاب أمين عام جديد شيء يقرره المؤتمر العادي الذي يناقش كل الخلافات والأزمات التي يعيشها الحزب، ويعالج مسألة الهوية والقضايا التنظيمية ويتطرق إلى موضوع الديمقراطية داخل الحزب”. واعتبر عبادة انتخاب الأمين العام “قرارا تتخذه الجماعة وليس أشخاصا بناء على نزوات وولاء لشخص، لماذا هذا الاحتكار والتسلط؟ فلنترك المؤتمر يختار، ليس شرطا أن يكون عمار سعداني أو عبد العزيز بلخادم. لماذا لا يكون شخصا آخر من المناضلين هو الأمين العام؟.. الأفالان خزان بشري يملك الكثيرون فيه المؤهلات لتولي القيادة”. وسبق لعبادة أن أظهر معارضة لعودة بلخادم إلى القيادة، على أساس أن الظروف التي أدت إلى سحب الثقة منه لا زالت قائمة. ويقول إن “التقويمية” لا تعجبها طريقة تسيير الحزب من طرف القيادة الحالية، ولكن لا يطالب بتنحية سعداني ويفضَل أن تطرح مسألة شرعية الأمين العام على المؤتمر ليفصل فيها. فيما يقول بلعياط إن أعضاء “المركزية” المعارضين لسعداني يرفضون التوجه إلى المؤتمر بأمين عام “منقوص الشرعية ومحل شبهات فساد”. وحول نفس الموضوع يذكر عبادة: “نريد مؤتمرا إيجابيا يبحث قضايانا في هدوء، أما أن يشارك فيه أشخاص باسم جماعة فلان وجماعة فلان ويتم جر الناس إليه مثل القطيع، كل هذا بغرض اقتسام المناصب، فإن حزبنا سيظل يتخبط في مشاكله”، في إشارة إلى الفريق المؤيد لبلخادم.