أفاد عبد الرحمن بلعياط بأن الفريق الذي يقوده، المعارض لبقاء عمار سعداني أمينا عاما لجبهة التحرير الوطني، مصمم على انتخاب أمين عام جديد في دورة اللجنة المركزية المنتظرة في 24 من الشهر الحالي. وهو مصمم أيضا، حسبه، على ترشيح عبد العزيز بلخادم، بعد عام ونصف من رحيله بموجب ما عرف ب”معركة الثقة”. قال بلعياط، المتمسك بصفة منسق المكتب السياسي للأفالان، ل”الخبر”، إن رئيس الأفالان عبد العزيز بوتفليقة “يؤيد عودة بلخادم إلى الأمانة العامة عبر صندوق الانتخاب”. والدليل على هذا التأييد، حسب بلعياط، أن بوتفليقة عين بلخادم مستشارا خاصا له. وإذا كان اسم بلخادم متداولا بين قطاع من أعضاء اللجنة المركزية ممن بقوا أوفياء له، ليعود إلى منصبه، فهو شخصيا لم يعط رأيه لا بالموافقة ولا بالرفض. عن ذلك يقول بلعياط: “لو لم نكن متأكدين من موافقته لما رشحناه، وحتى إن رفض لدينا من سينافس سعداني وسيهزمه”. ويتضح بأن الثقة التي يتحدث بها بلعياط، بخصوص فرض انتخاب أمين عام في جدول أعمال اجتماع “المركزية”، لا تجد أي صدى لدى الأمين العام وأعضاء مكتبه السياسي الذين سيتجهون إلى دورة 24 جوان لمناقشة قضيتين أساسيتين: مقترحات الحزب بشأن تعديل الدستور والتحضير للمؤتمر العادي المنتظر في 2015. ومعنى ذلك أن كتلتين في اللجنة المركزية ستتجهان إلى الاجتماع بأجندتين مختلفتين، ما يفتح الباب لاحتدام الصراع بينهما. وقال بلعياط إن “التئام اللجنة المركزية آخر فرصة لإنقاذ الحزب، وليعلم أعضاؤها أنها فرصة تاريخية وسيتحملون المسؤولية إن ضيعوها. أما الطرف غير الشرعي في الحزب، سيتحمل مسؤولية تعميق الشرخ إذا تعنَت ورفض الاحتكام إلى خيار الصندوق”. ولم يوجه الأمين العام دعوة لبلعياط لحضور الاجتماع، رغم أنه عضو في “المركزية”. والسبب هو المسار التأديبي الذي دخل فيه وزير التجهيز في حكومة إسماعيل حمداني سابقا، وعدد من أعضاء اللجنة، بسبب نشاطهم المعادي للأمين العام. ووصف بلعياط إحالته على هيئة الانضباط ب”حيلة من حيل جحا !”. في نفس القضية، ذكر عبد الكريم عبادة، منسق حركة تقويم وتأصيل الأفالان، في اتصال به، أن كتلته في “المركزية” لم تقرر بعد المشاركة في الاجتماع “ولكن إذا حضرناه سيكون ذلك من أجل توحيد كلمة المناضلين، للتوجه إلى المؤتمر بدون إقصاء أي أحد”. ورفض عبادة بشدة التوجه الذي يرافع لأجله بلعياط، فيقول: “انتخاب أمين عام جديد لا يحل الأزمة برأينا، وما جدوى اختيار أمين عام جديد ونحن على مقربة من المؤتمر؟ !!.. الانتخاب سيعقد الأزمة برأينا ويعمق من جراح الحزب”. ويبدي عبادة تحفظا شديدا بخصوص عودة بلخادم، بعدما كانت حركة التقويم من أشد أعدائه وساهمت بشكل كبير في سحب الثقة منه في دورة “المركزية” الطارئة التي عقدت نهاية 2013. ولكن هذا لا يعني، حسبه، أنه يدعم سعداني الذي كان حتى وقت قريب ضد استمراره في القيادة. وأضاف عبادة: “الأولوية برأينا هي معالجة أزمة الحزب، وتأجيل القضايا التنظيمية وشرعية القيادة إلى المؤتمر ليفصل فيها. أما موضوع تعويض سعداني بشخص آخر فليس أولوية في الوقت الحالي”. وتابع: “كنا نريد دورة طارئة للجنة المركزية، ولكن بلعياط فشل في تحقيق هذا الهدف، ولا أفهم لماذا هذا التصرف من جانبه (انتخاب أمين عام جديد) ونحن على أبواب المؤتمر”.