دخل التقني البرتغالي كارلوس كيروش، مدرب المنتخب الإيراني في المونديال البرازيلي السباق، لخلافة المدرب البوسني وحيد حاليلوزيتش، على رأس العارضة الفنية للمنتخب الوطني لكرة القدم. كشف مصدر عليم أن الفاف، ممثلة برئيسها محمد روراوة، دخلت في الساعات المنصرمة في اتصالات مع المدرب الحالي للمنتخب الإيراني، البرتغالي كارلوس كيروش، على أمل إقناعه بخلافة وحيد حاليلوزيتش على رأس العارضة الفنية ل” الخضر”، لاسيما والتقني البوسني أعلنها صراحة بتفضيله الانسحاب ومغادرة المنتخب الوطني. وحسب المصدر ذاته، فإن اتصالات الفاف مع التقني البرتغالي لم تكن وليدة، أمس، بل تفاوض معه الرئيس محمد روراوة، حتى قبل انطلاق كأس العالم الجارية حاليا بالبرازيل، ليفترق الطرفان آنذاك على كلمة واحدة، وهو الحديث عن الموضوع بعد نهاية كأس العالم. وبمجرد انتهاء مغامرة رفاق فيغولي في البرازيل، عاودت الفاف، حسب المصدر ذاته، اتصالاتها بهذا التقني البرتغالي لمعرفة رأيه في المسألة، ومن ثمة معرفة القيمة المالية التي سيطلبها المدرب السابق للمنتخب الإيراني، في حالة قبوله عرض الفاف. وتعد الإشكالية الوحيدة التي تعكر جو المفاوضات بين الرئيس محمد روراوة والتقني البرتغالي، تضيف مصادرنا، هي النتائج المتواضعة التي حققها كارلوس كيروش مع المنتخب الإيراني في المونديال البرازيلي، حيث خرجت تشكيلته من المجموعة السادسة فارغة اليدين، بعد تعادلها في المباراة الأولى أمام نيجيريا (0/0) بملعب كوريتيبا وانهزامها أمام الأرجنتين بملعب بيلو أوريزانتي بهدف يتيم، وانهزام ثالث وأخير أمام منتخب البوسنة والهرسك بملعب مدينة سالفادور دي باهيا بنتيجة (3/1)، وهي النتائج التي لم تخدم كثيرا التقني البرتغالي، باعتبار أن الاتحادية الإيرانية وضعت هدف وصول منتخبها إلى الدور الثاني من المنافسة. وبالرغم من هذه النتائج المخيبة مع المنتخب الإيراني، إلا أن وزن التقني البرتغالي وبطاقته الفنية الحافلة بمشوار كروي من المستوى العالي، قد ترجح كفته لدى الفاف، إذا لم تتوصّل إلى اتفاق مع المدرب الفرنسي كريستيان غوركوف. وهذا أمر مستبعد، تشير مصادرنا، التي أضافت أن المدرب السابق لنادي لوريون الفرنسي “يوجد في أحسن رواق لخلافة حاليلوزيتش”، حسب مصدرنا، الذي أضاف أن التقني الفرنسي يملك حاليا فكرة عامة عن التشكيلة الجزائرية بعد متابعته لمباريات المنتخب الوطني في المونديال، ناهيك عن شروطه “المقبولة جدا”، على عكس المدرب البرتغالي الذي يبدو أنه طلب الكثير مقابل إشرافه على العارضة الفنية للمنتخب الوطني. والظاهر أن الاتحادية الجزائرية لكرة القدم تنتظر هذه الساعات فقط إشارة من السلطات العليا في البلاد لترسيم الاتفاق مع أحد التقنيين، رغم أنها وضعت غوركوف في الرواق الأول، ويليه البرتغالي كارلوس كيروش في المركز الثاني. الفاف تشترط على مدرب “الخضر” نيل التاج الإفريقي وضعت الاتحادية الجزائرية لكرة القدم شرطا على المدرب الذي سيخلف البوسني وحيد حاليلوزيتش، هو قيادة المنتخب الوطني للظفر بالتاج الإفريقي في كأس أمم إفريقيا المقبلة بالمغرب 2015. هذا الشرط أصبح، حسب تفكير رئيس الفاف محمد روراوة، مشروعا في ظل تألق رفاق مبولحي في المونديال البرازيلي، ناهيك عن الإمكانات “الضخمة” التي توفرها الجزائر للمدرب الجديد من أجل الوصول إلى هذا المبتغى. وبالرغم من أن الفاف سبق لها وأن “أعطت الكلمة” للمدرب الفرنسي كريستيان غوركوف الذي تابع مباريات “الخضر” في المونديال، بدعوة من هيئة روراوة، إلا أن التقنيين يرجحون كفة المدرب البرتغالي للمنتخب الإيراني، كارلوس كيروش الذي يملك، حسبهم، كل المواصفات التي تؤهله لقيادة التشكيلة الوطنية إلى التربع على عرش الكرة الإفريقية في التظاهرة الكروية الإفريقية القادمة بالمغرب، على عكس التقني الفرنسي غوركوف الذي لم يسبق له وأن قاد منتخبا من قبل، وهو عامل مهم في مثل هذه المواعيد. تجربة المدرب البرتغالي كارلوس كيروش، هي التي أجلت لحد الساعة فصل الفاف نهائيا في مصير غوركوف، باعتبار أن المدرب السابق للمنتخب الإيراني الذي أشرف على عارضته الفنية منذ أفريل 2011، يملك بطاقة فنية من المستوى العالي، فقد سبق له وأن قاد المنتخب البرتغالي بنجومه الكبار من أمثال فيغو، في مناسبتين عامي 1991 و2008، ومنتخبي الإمارات العربية المتحدة موسم 1998/1999 ومنتخب جنوب إفريقيا من 2000 إلى 2002، ناهيك عن تدريبه لأعرق النوادي الأوروبية كريال مدريد الاسباني موسم 2003/2004، وعمل أيضا مساعدا لل”سير” أليكس فيرغوسن في مانشيستر يونايتد الانجليزي، وكان مرشحا لقيادة “الماين يونايتد” بمفرده، بإيعاز من المدرب فيرغوسن. كل هذه المعطيات ترشح منطقيا كفة البرتغالي كيروش على حساب غوركوف الذي اقترن اسمه بنادي لوريون الفرنسي فقط، لكن تبقى الكلمة الأخيرة بيد رئيس الفاف محمد روراوة، الذي يبدو أنه اختار منذ مدة خليفة حاليلوزيتش، قبل أن يرفض حاليلوزيتش اقتراح التجديد.